علي العمركاوي الجبوري ( 21 سنة ) - العراق
منذ سنتين

جن بشكل حيوان

السلام عليك هل صح عن رسول اللّه (ص) أو أهل البيت (ع) قول بأن القط الأسود والكلب الأسود أو أي حيوان آخر عباره عن جن متنكر أو متشكل بهذا الحيوان أجيبونا بهذا السؤال أثابكم اللّه


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا بالسائل الكريم اولا : وردفي الجوامع الروائية عدة رويات تشير الى الكلب الاسود مضمون بعضها يدل على قتله والبعض الآخر يدل على أنّه من الجن وكذلك نقل العامة عن رسول الله (صلى الله عليه واله) ما يدل على ذلك المضمون . أما الخاصة : منها - وبالاسناد عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الكلب الأسود البهيم لا تأكل صيده لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بقتله. منها - ما ورد في التهذيب : عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي عليه السلام قال: الكلب الأسود لا يؤكل صيده، فان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بقتله. منها - ما ورد في الوسائل : محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وعن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: الكلب الأسود البهيم من الجن . منها - ما ورد في البحار : عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن أبي سلمة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن الكلاب فقال: كل اسود بهيم وكل أحمر بهيم وكل أبيض بهيم، فلذلك خلق الكلاب من الجن، وما كان أبلق فهو مسخ من الجن والإنس . ثانيا : وجه تلك الروايات المجلسي في بحاره قائلاً : ((كون الكلب الأسود وغيره من الجن يحتمل أن يكون المعنى أنه على صفتها أو أنه قد تتصور الجن بصورته. أو مسخ من الجن، أي كان في الأصل جنيا فمسخ بتلك الصورة، وأما كون الأبلق مسخا من الجن والإنس فهو أيضا يحتمل تطير الوجوه المذكورة بأنه على صفة شرار الجن والإنس معا، أو قد يكون ممسوخا من الجن، وقد يكون ممسوخا من الانس أو متولدا من ممسوخ الجن وممسوخ الانس. قال الدميري: روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يقطع الصلاة الحمار والمرأة والكلب الأسود، قيل لأبي ذر: ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا بن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عما سألتني عنه، فقال: الكلب الأسود شيطان. فحمله بعض أهل العلم على ظاهره، وقال: الشيطان يتصور بصورة الكلاب السود، ولذا قال عليه السلام: " اقتلوا منهن كل أسود بهيم " وقيل: لما كان الكلب الأسود أشد ضررا من غيره وأشد ترويعا كان المصلي إذا رآه اشتغل عن صلاته ... المزید )) . واما العامة : منها - في مسند أحمد وصحيح مسلم : أخبرني حميد بن هلال سمع عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه كآخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود قلت ما بال الأسود من الأحمر قال ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان . ومنها - في سنن ابن ماجه : ، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقطع الصلاة الكلب الأسود، والمرأة الحائض " ووجه بعضهم ذلك بقوله : الكلب الأسود شيطان، والجن تتصور بصورته كثيراً، وكذلك بصورة القط الأسود، لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وفيه قوة الحرارة. ووجه أيظاً بعضهم ذلك بقوله : (( أولا : لأصل في القطط أنها من الطوافين علينا والطوافات ، كما أخبر النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ، فيما رواه أبو داود (75) ، والترمذي (92) ، عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ - : أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ، دَخَلَ فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ، قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنَةَ أَخِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ . وصححه الألباني في "صحيح أبي داود". فالقطط من الحيوانات الأليفة التي تسكن البيوت ، وتخالط الناس ، سواء كانت بيضاء أو سوداء ، كبيرة أو صغيرة ، ذكورا أو إناثا . ثانيا : للجن القدرة على التشكل بأشكال الإنسان والحيوان ، وقد يتشكل على صورة القط الأسود وغيره ، لكن الغالب أن الشياطين الذين هم مردة الجن هم الذين يتشكلون على صورة الحيوانات السوداء؛ لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية . إلا أننا لا نستطيع القول في طائفة معينة من القطط للونها أو نوعها أنها من الجن ، فضلا عن القطع بأنها من الشياطين . ثالثا : كون الإنسان يستعيذ بالله من القطط إذا قابلها ، خاصة السوداء منها ، ويقول : أعوذ بالله منك إن كنت جانا -ثلاث مرات- : لا يظهر أن هذا الفعل مشروع ، لما يلي : 1- أن هذا لم يكن من عمل السلف ، فيعد ما كان هذا شأنه من المحدثات . 2- تقدم أن الجن قد يتشكل في صور مختلفة ، فإذا قلنا بجواز هذا العمل ، لزمنا القول بجوازه كلما قابلنا حيوانا ، وخاصة الأسود منه ، لاحتمال أن يكون من الشياطين ، وهذا لم يقل به أحد من العلماء – فيما نعلم- . 3- هذا يفتح باب الوساوس على الإنسان ، ويتسلط به الشيطان عليه ، فكلما رأى قطا أسود أو حيوانا أسود ، شك في كونه شيطانا ، فينشغل باله به ، وربما عذبه ، أو طارده ، أو حذر منه الناس ، وقد يتشاءم منه ، وكل هذا غير مشروع . 4- لم يصف الشرع القطط السوداء بكونها من الشياطين ، إنما ذاك الكلب ، ومعنى أن الكلب الأسود شيطان ، أنه شر أنواع الكلاب ، وليس المراد أنه من شياطين الجن )) .

4