سلام عليكم،عندي هواي ذنوب و اكو ذنوب بين حين واخر ارجعلهن و كل مرة اطلب التوبة الصادقة و رضا رب العالمين و استغل الليالي المباركة و ايام اهل البيت ع احيانا لطلب الهداية بس مدااستقيم،دتجيني اشارات و احلام دائما ومشاعر الخوف و الندم تروح مني تدريجيا باللهو بالدنيا،صلاتي ادري بيها خطأ لأن ماكو حضور قلبي وكل مرة انوي اعدلها وماالتزم نص يوم بس بعد طفح الكيل اريد ابدي خطوات فعلية للتوبة مو بس ابجي و اتمنى اصير صالحة اريد ارشادكم بشنو ابدي وشسوي،اكو كتاب او محاضرات تفيدني مع العلم اني طالبة طب مشغولة
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة..
الإنسان الذي يعصي الله تعالى لابد أن يجعل فيه ذهنه دائما أمرين: أن الله شديد العقاب، وأن باب التوبة مفتوح ولا يغلقه الله في وجه عباده مهما عصوا (لكن لا بمعنى أن يتجرؤوا على المعصية بحجة إمكان التوبة فهذا استخفاف بالله تعالى!).
تأملوا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.
وقوله تعالى: {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}.
وما روي عن أبي جعفر (عليه السلام): «إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته ومزاده في ليلة ظلماء، فوجدها فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها».
فعلى العبد أن لا يجعل الذنب سببا للابتعاد عن الله تعالى أكثر، بل يرجع إلى ربه ويعوض ما قصر به، ولا يفكر بالماضي بشكل سلبي.
فمهما عصيتم لا تيأسوا بل ارجعوا إلى الله تعالى وصمموا على عدم العودة إلى الذنوب.
ولابد أن تتدرجوا في التوبة ولا تثقلوا على نفسكم بالقضايا غير الواجبة كي لا يحصل نفور من النفس أو تدخلوا في حالة من الألم والمعاناة النفسية.
فلا تهتموا الآن بقضية حضور القلب في الصلاة ونحو ذلك، بل اعتنوا بتخليص نفسكم من المعاصي؛ بأن تتركوا كل المحرمات، وتفعلوا كل الواجبات.
وللوصول إلى ذلك لابد من تحقيق أمور:
أولا: إغلاق أبواب المعصية؛ فلو كانت المعصية تأتيكم من التواجد في مكان معين، فلا تتواجدوا فيه، ولو كانت تأتيكم بسبب صديقة لكم غير ملتزمة فتوقعكم في الحرام، فلا تذهبوا عندها، إن كانت تأتيكم بسبب الانترنت فأغلقوه وهكذا..
ثانيا: تقوية عقيدتكم بالله تعالى وبالحساب في الآخرة على كل صغيرة وكبيرة؛ فإن الإنسان الذي يطمئن (بلا أي شك) بأن الله تعالى موجود وسوف يحاسبه على أفعاله وأن الحساب عظيم والثواب جسيم فمن الطبيعي أن يهتم بالالتزام بتكاليفه تبارك وتعالى، ويسعى إلى مرضاته.
ومن هنا تحتاجون إلى الاهتمام بتدبر مخلوقات الله تعالى التي تقوي حضور الله تعالى في القلب، وتدبر آيات القرآن الكريم خصوصا ما يذكر فيها ما حصل في الأمم السابقة من العذاب والعقاب، وما يحصل للإنسان في الآخرة من الجزاء في الجنة والنار وما يحصل في البرزخ.
وكذلك تحتاجون إلى مطالعة الكتب التي تقوي العقيدة ككتاب (تجربتي مع الدين)، و(أفي الله شك) للسيد محمد باقر السيستاني دامت بركاته.
ثالثا: الحضور في أماكن الطاعة والتذكير بالله تعالى، كالمراقد المشرفة والمساجد والدورات العلمية والتثقيفية ونحو ذلك مما يقرب العبد إلى طاعة الله تعالى ويشغله عن معصيته، ومن أهمها زيارة المقابر.
وفي المقابل لابد من تجنب الحضور في أماكن المعصية وإن لم ترتكبوا المعصية فيها؛ فإن نفس التواجد في الأماكن التي لا يراعى وجود الله تعالى فيها، هذا بنفسه يقرب الإنسان من عصيانه تعالى ويجرؤه عليه!
فابتعدوا عن كل ما يقرب المعصية إلى نفسكم، حتى ولو كان مجرد التفكير فيها.
روي أن عيسى (عليه السلام) قال: «إن موسى أمركم أن لا تزنوا، وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلا عن أن تزنوا، فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان، وإن لم يحترق البيت».
رابعا: الاهتمام بتهذيب النفس؛ فإن الصفات السيئة في الإنسان هي السبب في فعله للمعاصي؛ فلا يمكن التخلص من المعاصي إلا بقلع هذه الصفات من جذورها.
فالمعاصي هي بمثابة الأعراض للأمراض، وكما أن المحموم مثلا لا يمكنه التخلص من الحمى بمجرد رفعها بالماء البارد، كذلك العاصي لا يمكنه التخلص من المعصية بتركها فقط، بل لابد من رفع سببها في نفسه.
وفي هذا المجال كلمة رائعة للسيد محمد باقر السيستاني دامت بركاته في كتابه القيم (أصول تزكية النفس وتوعيتها) حيث قال: «تزكية النفس وتربيتها هي فرض عين على كل إنسان راشد، إذ لا فلاح من دونها ولا سلامة بغيرها، فمن افتقر إليها استغنى ومن استغني عنها افتقر، فبزكاة النفس يتأتى فعل الطاعة وترك المعصية، إذ ما من طاعة إلا ومبناها فضيلة وما من معصية إلا ومرتكزها رذيلة، ولا قدرة للإنسان على التحكم في أفعاله عند التعرض للافتتان إلا بالاستناد إلى سجية فاضلة ثَبَّتَ أساسها، واستقباح رذيلة بَنَى على مجانبتها، وإلا لم ينجح في الاختبار وسقط في مواضع الفتنة في الامتحان!
ومن ثم لزم كل إنسان حكيم أن يسعى لتربية نفسه وتهذيبها أخذًا للعدة في هذا الجهاد.
ومن اقتحم مضمار العمل من غير أن يتجهز فهو كمن دخل ميدان القتال من غير عدة، وهو مفرط بنفسه ومخاطر بها إلى الهلاك».
فلابد من العناية الشديدة بتربية النفس وتهذيبها وقلع الصفات السيئة فيها، التي بسببها يقدم العبد على معصية ربه!
مثلا: النظر إلى المرأة بشهوة، هو نتيجة طبيعية لوجود حب المعصية في النفس، وعدم الخوف من الله تعالى، وعدم استحضار أن الله تعالى ينظر إليه وهو يعصيه؛ فإذا لم يقلع هذه الصفات من نفسه، لم يتخلص من النظرة، بل يقع فيها مرة بعد مرة!
وتكوين علاقة حب مع المرأة، هو نتيجة طبيعية لعدم العفة في النفس، واستسهال أعراض الناس، فما لم يُحصّل الإنسان العفة في نفسه، لم يتخلص من فعل هذه العلاقة المحرمة!
وما إلى ذلك من هذه القضايا التي منشؤها الرذائل الخلقية في النفس.
وفي هذا المجال ينفعكم قراءة كتاب (مرآة الرشاد) للشيخ المامقاني (قدس سره) وتكراره على طول حياتكم، وكتاب (الطريق إلى الله تعالى) للشيخ البحراني (قدس سره)، وكتاب (أصول تزكية النفس وتوعيتها) للسيد محمد باقر السيستاني دامت بركاته.
كما من الضروري العناية بالروايات الشريفة الواردة في مقام جهاد النفس، كالروايات التي ذكرها صاحب الوسائل (قدس سره).
رابعا: التصميم كل يوم في الصباح على أن لا تعصوا الله تعالى وتلقنوا نفسكم بأنكم لن تفعلوا الفعل الفلاني الذي فيه معصية، ولن تتركوا الواجب الكذائي، ثم تراقبون النفس أثناء اليوم كله، وتعاتبونها إذا فعلت المعصية ثم تحاسبونها ليلا على ما فعلت، فإن فعلت الخير والطاعة فاشكروا الله تعالى على ذلك، وشجعوا نفسكم على ما فعلت، وإن فعلت المعصية فاستغفورا الله تعالى ووبخوها على ذلك وصمموا على عدم العودة إلى الذنب في اليوم التالي.
ومن النافع كذلك أن تعاقبوا نفسكم إذا فعلت المعصية، مثلا: إذا صدر منكم كذب والعياذ بالله تعاقبونها بالسجود لفترة طويلة، وإذا لم تهتموا بالحجاب مثلا، فتعاقبونها بالصدقة بملغ فيه صعوبة عليها (لكن لا تصل العقوبات إلى حد الإضرار بالنفس).
خامسا: أن تقوموا بالأعمال الصالحة التي تعين الإنسان على تدينه ولعل من أهمها المحافظة على الصلوات في أول وقتها وبر الوالدين والإحسان إليهم، وصلة الأرحام، والصدقة، وإدخال السرور على قلوب المؤمنين وقضاء حوائجهم، والدعاء لله تعالى في أن يسددكم ويعينكم على الطاعة.
نسأل الله تعالى أن يأخذ بأيديكم لما فيه مرضاته، ويبعدكم عما فيه معصيته..