( 17 سنة ) - العراق
منذ سنتين

علوم القرآن

ما هو حكم علم التجويد والتوسع فيه وهل هو حقاً لم يأتنا عن طريق اهل البيت عليهم السلام وهل يجب ان اتقنه و اخذ الوقت في دراسته ام انصرف إلى علوم اخرى وخصوصاً لا نرى اهتمام من جانب علمائنا ومراجعنا من هذا الجانب ، وهل صحيح ان السيد عبد الاعلى السبزواري قدس سره ذم علم التجويد في كتابه مواهب الرحمان ، وشكراً لكم .


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إن موضوع علم تجويد القرآن الكريم بين نظريتين متعاكستين في الاهتمام به والعناية أو عدم ذلك. الرأي المعروف في علماء مدرسة الخلفاء، ولعل طيفاً واسعاً أيضاً من علماء أهل البيت أيضاً هو على الاهتمام به والعناية فيه. وهناك رأي آخر في عند بعض علماء مدرسة الخلفاء وباحثيهم وهو أيضاً موجود عند قسم من علماء مدرسة أهل البيت-سلام الله عليهم-، أنه أساساً هذا العلم ليس ناشئاً في أحضان الأئمة ولم نعهد منهم اهتماماً كبيراً به فلا ينبغي إعطائه أكثر من حجمه. هذه النظرية الثانية المخالفة للنظرية الأولى. ولعل من أشهر المعاصرين الذين ذكروا هذا بشكل واضح هو السيد عبد الأعلى السبزواري -رضوان الله تعالى عليه-في ذيل المسألة التي يذكرها السيد اليزدي-صاحب العروة الوثقى-في موضوع القراءة في الجزء السادس من مهذب الأحكام هناك المسألة هكذا (أصل المسألة لصاحب العروة السيد اليزدي يقول فيها "لا يجب أن يعرف-يعني المصلي-مخارج الحروف على طبق ما ذكره علماء التجويد بل يكفي إخراجها وإن لم يلتفت إليها")، ثم بعد ذلك في مواضع متفرقة يمكن تلمس بعض الأدلة التي أقامها على هذه النظرية المخالفة لتشديد الاهتمام بعلم التجويد. وذكر السيد أننا لا نجد في أخبار وآثار المعصومين أي إشارة إلى علم التجويد مع أنه كان من المسائل الإبتلائية. بل كان بعض الأئمة يعيشون في وسط أعجمي كما هو حال الإمام الرضا مثلاً. تحدث الأئمة في كثير من القضايا في أدق المسائل في مستحبات المستحبات لكن هذا الموضوع مع أنه مسألة ابتلائية-الناس يقرءون القرآن كل يوم: يقرءون القرآن في الصلاة وفي غير الصلاة-ولا نجد أي خبر أو أي أثر من الأئمة في هذا الجانب. فلو كان هذا مهماً لوجدنا بعض الأخبار أو الآثار أنه التجويد هكذا، الحرف الفلاني هكذا، المخرج الفلاني هكذا، أقرأ بهذه الصورة، لا تقرأ بتلك الصورة، التنوين هكذا، الإدغام هكذا، الإظهار هكذا، الإخفاء هكذا، القلقلة هكذا. لا نجد في أيٍ من هذا خبرعن المعصومين -عليهم السلام. النظرية الثانية خلاف هذه النظرية تقول إن الاهتمام بالتجويد كواحد من علوم القرآن هو على القاعدة. فلماذا لا نهتم بعلم التجويد كما نهتم بسائر علوم القرآن الأخرى؟ أولاً أن الأئمة عندهم علم التجويد كما غيره من العلوم ولم يأتنا منهم ذلك إما لما ضاع من تراث الأئمة -وكثير هو، أو لعدم الحاجة إلية نظراً لأن الناس كانوا على السليقة ينطقون الحروف في قراءتهم للقرآن. الأمر الثاني أنه ليس صحيحاً أن علم التجويد ناشئ في أحضان المدرسة الأخرى فقط، وإنما المسلمون جميعاً اهتموا بهذا العلم كسائر علوم القرآن فكان من مدرسة الخلفاء من لديهم علم التجويد وفي مدرسة أهل البيت من لديهم أيضاً هذا العلم. ويقولون أن عدداً من القراء المشهورين كانوا من يذكر أنهم كانوا يتشيعون في ترجماتهم. من هؤلاء القراء حفص وعاصم والكسائي وحمزة الزياد وأبو يحيى ابن أبي العلاء. إذن، كانوا من تلامذة أهل البيت -عليهم السلام- وتلقوا بعض هذه القراءات من فم الأئمة، مثل حمزة الذي يروي عن الإمام الصادق قراءة القرآن قرأ عليه، وغيره يحيى ابن يعمر تنتهي قراءته إلى أمير المؤمنين عن طريق أبي عبد الرحمن السلمي الذي يقول أقرأني علي ابن أبي طالب القرآن حرفاً حرفاً. فهذه القراءات المعروفة والمشهورة والتي يفترض أنها تعمل بالتجويد كانت لدى الشيعة. دمتم في رعاية الله

1