في اداب الزيارة
السلام عليكم الله تعالى باية معينة يقول ما مضمونه لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي هل هذا القول ينطبق ايضا على مراقد الاولياء و الائمة عليهم السلام؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم هناك بحث يذكره الفقهاء والمفسِّرون، وهو أنَّ رفع الصوت عند الرسول (ص) بعد وفاته هل هو مُحرَّم؟ بعد أن اتفقوا على أنَّه محرم في حياة الرسول (ص) ، أي ان رفع الصوت عند قبر رسول الله (ص) وفي مسجده الشريف هل هو محرم أو أنه يجوز لأن الرسول(ص) ليس في عالم الوجود المشهود؟ المعروف بين الفقهاء من الفريقين، وبين المفسرين والمحدثين، أنَّ رفع الصوت مُحرَّم في محضر الرسول حياً وميتاً، فكما لا يجوز للمؤمن أن يرفع صوته في محضر الرسول (ص) وهو حي، كذلك لا يجوز له أن يرفع صوته في عند قبر الرسول (ص)، فالحكم بالحرمة ثابت في حياته ومماته على حدٍّ سواء . بل ان كل الشئونات المتصلة بكيفية التعامل مع النبي (ص) والتي كانت لازمة في حال حياته، هي لازمة له بعد وفاته. فبعد رحيل الرسول (ص) وانتقاله إلى الملأ الأعلى، اختلفوا في من يصلي على النبي ?يعني من يؤمّ الناس- فقال الإمام علي (ع) إن رسول الله هو إمام حياً وميتاً، لذلك لا يصح لأحدٌ التصدي لامامة الناس في الصلاة عليه. وفعلاً لم يُصلِّ عليه أحدٌ إماماً. وأول من صلى على جثمان الرسول (ص) الطاهر هوعلي بن ابي طالب وحده مضافا الى ملائكة الله نزلوا أفواجاً أفواجاً، يصلِّون على جثمانه الشريف، ثم وصلى عليه أهل بيت رسول الله (ص) وقرابته، و بعد ذلك وقف علي (ع) عند باب الحجرة التي فيها جثمان الرسول (ص) وأبى أن يصلي عليه أحدٌ إماماً، وقال: ليدخل عليه عشَرة عشَرة، فيصلون فيخرجون فيدخل غيرهم. وهكذا استمر الحال حتى صلَّى عليه جميع المسلمين عشَرة عشَرة؛ وذلك لأن رسول الله - كما أفاد علي ابن أبي طالب (ع) - إمامنا حياً وميتاً، فكل شؤونات الرسول التي كانت في حياته يجب رعايتها بعد وفاته، فلا يجوز رفع الصوت في محضره وعند قبره الشريف . دمتم في رعاية الله