سجاد الحسيني ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنة

التقليد وادراك العقل

السلام عليكم هل يستطيع العقل (للانسان العادي لا المجتهد) أن يدرك ويحكم على بعض الاحكام الشرعية من دون الحاجة الى تقليد مرجعه بذلك، وبذلك قد لا يقبل بعض الفتاوى التي يستنتجها مرجع تقليده ؟! نرجو أن تردوا على هذا بأدلة مفصلة قدر الإمكان جزاكم الله خيرًا.


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز.. من الواضح جدا أن عقول الناس لا يمكن أن تكون معيارا للوصول إلى الحكم الشرعي. وهذا لا يحتاج إلى مزيد بحث واستدلال، بل يمكن لأي شخص أن يدرك ذلك بمجرد أن يطرح بعض الأسئلة على الناس ليرى كيف أنهم يختلفون في الجواب اختلافا شاسعا لأن كل واحد منهم له مزاجه الخاص وفكره الذي قد يناسبه حكم لا يناسب شخصا آخر. مثلا: قضية التلقيح الصناعي إذا سألت زوجين عندهما أطفال وحياتهما مستقرة: (هل يجوز التلقيح الصناعي خارج الرحم من ماء رجل أجنبي؟!) فكثيرا ما يكون الجواب بالتحريم وأن هذا زنا! بينما إذا سألت زوجين عقيمين وقد أصابهما الألم والمعاناة الشديدة بسبب عدم إنجاب الأولاد، فستجد الجواب مناقضا للجواب الأول، بل يقولا لك: (الله تعالى إذا لم يجز لنا هذا الأمر فهذا يعني أنه يظلمنا ويحرمنا من حق الأبوة والأمومة التي هي حاجة أودعها فينا!). ولو سألت عائلة من العوائل العشائرية عن الحجاب كان الجواب بأنه واجب ولا يمكن للمرأة العفيفة أن تخلع حجابها. بينما إذا سألت عائلة تعيش في مناطق منفتحة لا قيود للأعراف فيها، فسيكون الجواب مثلا: الحجاب ليس واجبا لأن الله يحب الجمال ولا يمنع منه ويوجب التضييق على الناس! وهكذا في كثير من الأمور التي لا تخفى على من له اطلاع على اختلاف أمزجة الناس بحيث يصل الأمر في بعضهم إلى أنه يرى أن أكل الطيور مثلا محرم ومخالف للرحمة، بل يصل الأمر ببعض النساء إلى عدم تقبل أن يجامعها شخص فترفض الزواج! فهل يمكن لدين الله تعالى أن يوكل إلى أمزجة الناس المختلفة؟! وكيف يكون حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة مع هذه الاختلافات الفظيعة؟! بل ما الحاجة إلى الأنبياء أصلا إذا كان الناس يستطيعون الوصول إلى الأحكام بعقولهم؟! وفقكم الله لكل خير..

2