الاستهزاء
السلام عليكم ورحمة الله. ١) ما هو الاستهزاءو ما الاسباب الموجبة لذلك؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم السخرية هي حالة مرضية تكون عبر التصرف غير اللائق بالقول، أو بالفعل أمام الإنسان المؤمن، أو خلفه بقصد تحقيره والاستهزاء به، وإضحاك الناس عليه . للاستهزاء والسخرية عوامل وجذور باطنيّة عديدة، منها ما يرتبط بالقوى الشهويّة، ومنها ما يرتبط بالقوى الغضبيّة. ولهذا الفعل المذموم جهات شهوية أحياناً، كتحصيل المال أو الجاه والمقام، ومنها جهات لها علاقة بالغضب والسخط كالحقد والعداوة. ومن هذه العوامل والجذور المؤثِّرة: 1- الطمع بالمال أو المقام: قد يستهزئ بعضهم بالآخرين، فيصفّقون طرباً للأغنياء، أو لأرباب المناصب؛ لتدُرَّ عليهم الأموال عبر هذا الطريق، أو ليحصلوا على الجاه والمقام، فيكون هذا العمل مصدراً للرزق أحياناً، وقد يقومون بعرض سوابقهم وأنشطتهم، كالمهرّجين العاملين في البلاط الحاكم، فهم يسخرون من الآخرين من أجل إضحاك الناس وتسليتهم. وأحياناً لا يُعدّ هذا الفعل المذموم عملاً لهم، بل يقومون في بعض الأوقات بتسلية الآخرين وإضحاكهم من خلال السخرية من بعض الناس، ويسمّى هذا الفسق، ويُسمّى فاعله فاسقاً، وتُسمّي المجتمعات البشرية المعاصرة بعض هذه الأفعال فناً، وفاعله الفنّان. 2- الحقد والكراهية: قد تحدث السخرية من الآخرين والاستهزاء بهم بغية إطفاء نار الغضب، وإظهار العداوة والحقد. وتكون دوافع المستهزئ في هذه الحالة، إظهار كراهيَته للمُستَهزأ به المعيَّن الذي يقصده، وحقده عليه، فهو بهذا الفعل يسعى إلى تخريب سمعة الآخر وإهانته، وهذا يعبّر عن كراهية المستهزئ لمن يقصده وبُغضه له. وقد يكون السبب هو عداءه لهذا الفرد المذكور، ومن ذلك عداوة الكفّار للمؤمنين الذي يؤدّي إلى الاستهزاء بالمؤمنين والسخرية منهم. 3- الحسد: يمكن عَدّ الحسد لمواقع الأشخاص ورتبهم عاملاً مهمّاً للسخرية منهم والضحك عليهم، فالشخص الحاسد الذي لا يمتلك الموقع المهمّ نفسه الذي يملكه المحسود، أو من وقع نظره عليه، يسعى وبأيّ طريقة ممكنة إلى التوهين موقعه، والتنقيص من شأنه، ومحاربته. دمتم في رعاية الله