عليكم السلام مرتبة الاجتهاد لاتنال الا بجهد جهيد ودراسة لسنوات طويلة مع اصرار وتتبع لاثار العلماء وبحوثهم ومخالطتهم وافناء عشرات السنين في هذا الطريق ،مع تقوى الله ومحاسبة للنفس ، وان يكون العالم ذو فكر وقاد وذكاء حاد،فمن لم يجمع بين هذه الامور لايمكن ان يصل الى هذه المرتبة. التي فيها يستطيع ان يستخرج الاحكام الشرعية من مظانها مع الاطمئنانبما وصل اليه بلا شك يعتريه. فيشهد له اهل الفضل والعلم بمنزلته العلمية وتصدره على اقرانه من العلماء ليكون اهلاً للتقليد. وقد وردت النصوص من أئمّة العترة الطاهرة(عليهم السلام) بأن يرجع الناس إلى رواة أحاديثهم من الفقهاء العدول؛ قال الإمام الحسن العسكري(عليه السلام): (فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه) . وورد في التوقيع الشريف عن الإمام صاحب الأمر(عليه السلام): (وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة الله عليهم) . وبما أنّ هذه الأحاديث الشريفة قد حدّدت الصفات والخطوط العريضة لما يجب أن يكون عليه مرجع التقليد، ولم تلزم بالاتّفاق على مرجع واحد في كلّ عصر، فالمجال يبقى مفتوحاً لمن يجد في نفسه الكفاءة والأهلية لهذا الموقع أن يرشّح نفسه، أو يرشّحه أهل العلم والأهلية لهذا الموقع، وهذا فضاء رحب يجعل فقهاء الطائفة في زمن الغيبة في مستوى المسؤولية والتنافس العلمي من أجل الوصول إلى أعلى المراتب العلمية. فالامام الحجة اعطى من هذه مواصفاته الحجية على اتباع المذهب وهو الامام مراقب له وحجة عليه يوم القيامة. فيقوم الفقيه بما يقوم به الامام من مهام حفظ الدين لابناء المذهب ورعاية الاموال العامة والفصل بالقضايا والنزاعات وغيرها من الامور التي هي من مهام الامام المعصوم في زمن الحضور.