logo-img
السیاسات و الشروط
( 24 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الحب وهوى النفس

السلام عليكم احببت شاب ذو خلق ودين واكتم ذلك في نفسي واجاهد على ان اغض بصري عنه ودائما ما اذكر نفسي بقول السيدة مريم (اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا) واوبخها وادعو الله ان لم يكتبه لي ان ينسينياه،فهل اعتبر مذنبة، وهل الحب حرام، وهل يعتبر هذا ذنب يحجب عني قبول الدعاء ويمنع عني الرحمة والالطاف الالهية واذا دعيت الله وصليت ان يرزقني بشخص معين هل يعتبر هذا تدخل في القضاء او اعتراض على أمر الله، وكيف لي التخلص من هذه الحب.


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة 1- مجرد الحب في القلب من المرأة للرجل أو بالعكس ليس محرما، وإنما المحرم هو تكوين علاقة الحب (كما يحصل عادة بين الشباب غير الملتزمين بالدين). 2- لكن الحب لا يكفي في اختيار الزوج المناسب، وجعل الحياة الزوجية سعيدة، بل لابد من توفر صفات عديدة في الزوج كي يكون صالحا لإسعاد زوجته، وأنتم الآن لا ترون منه إلا المظهر الجميل، وحبكم له بهذا الشكل الكبير سوف يغطي كل عيوبه عنكم خصوصا أن المرأة بطبيعتها عاطفية تتأثر كثيرا بالمظاهر ونحوها.. وكثيرا ما تتصور الشابة أن هذا الشاب أو ذاك هو الزوج الأمثل لها وأن سعادتها متوقفة على الارتباط به، لكنها بمجرد أن تعاشره يخيب أملها وترى في داخله شخصية أخرى قد تصل إلى حد لا يمكن أن تطيق العيش معه! فلابد من التأني جيدا في اختيار الشخص وعدم الاستعجال في الحكم عليه بأنه شخص مثالي ومناسب لكم، ولابد من التفكير في سلبياته والتركيز عليها وعدم الاقتصار على الإيجابيات فقط. 3- وللحب آثار سلبية كثيرة على الإنسان سواء في علاقته مع ربه أم في علاقته مع الآخرين بل في نفسه كذلك! فهو يبعد الإنسان عادة عن العلاقة بالله تعالى؛ فقد ورد أن المفضل ابن عمر سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن العشق فقال: «قُلُوبٌ خَلَتْ من ذكر الله فأذاقها الله حب غيره!». وكذلك يكون الحب عقبة كبيرة أمام نجاح الإنسان في مشاريعه وما يجب الاهتمام به كالدراسة والعمل! وكثيرا ما يكون سببا لحصول الكآبة والأمراض النفسية! ويجعل الإنسان مشتتا ولا يكون طبيعيا في علاقاته الاجتماعية بل قد يؤدي به إلى الانعزال عن الآخرين والانطواء على نفسه! إلى غير ذلك من الآثار السلبية الكثيرة.. 4- ودعاء الإنسان لله تعالى بأن يرزقه الزواج بإنسان معين، لا يكون اعتراضا على الله تعالى، لكن الصحيح أن تطلبوا أن يرزقكم الله تعالى بالزوج الصالح الذي يرتضيه هو تعالى، ولا تحددوا الشخص؛ لأنه قد لا يكون ملائما لكم كما ذكرنا. قال تعالى: {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ!}. فعلى الإنسان أن يوكل أمر زواجه إلى الله تعالى ويفوض أمره إليه ويطلب منه العافية فيه دائما! كرروا هذا الدعاء كثيرا في قضية زواجكم من هذا الشخص أو غيره: (اللهم إني أسألك خيرة في عافية). 5- أما كيف تتخلصون من الحب (إذا كان الشخص غير مناسب للزواج أو لم يكن بالإمكان الزواج منه كما يحصل عند بعض البنات من حب الأشخاص المشهورين) فعليكم العناية بأمور عدة: أولا: أن تفكروا بسلبيات الحب -التي ذكرناها وغيرها- وتقنعوا نفسكم بأن هذا الفعل غير صحيح ولابد من التخلص منه؛ فتسعون لعدم التفكير بذلك الشخص وإنهاء أمره في نفسكم. ثانيا: أن لا تجعلوا فراغا في يومكم بل تملؤوه بالأمور النافعة بحيث لا تبقون بدون شغل طيلة اليوم، كأن تقرؤوا الكتب أو تأتون ببعض العبادات، أو تزوروا الأقارب، أو تتحدثوا مع الأهل، ونحو ذلك مما يشغلكم. ثالثا: تقوية ثقافتكم الدينية والاجتماعية والعائلية عبر قراءة الكتب واستماع المحاضرات ونحو ذلك. عليكم بقراءة كتاب (رسالة المرأة في الحياة) للسيد محمد باقر السيستاني دامت بركاته، وكتاب (أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي) للشيخ حسن الجواهري حفظه الله، و(نظام الأسرة في الإسلام) الشيخ باقر شريف القرشي قدس سره، و(الشاب بين العقل والعاطفة) للشيخ محمد تقي فلسفي رحمه الله. رابعا: أن تجعلوا لحياتكم هدفا تسعون إلى تحقيقه بجد واجتهاد، بحيث يأخذ مجالا واسعا من فكركم. والمجالات والأهداف كثيرة يمكنكم البحث فيها عما يناسبكم، كأن يكون هدفكم إكمال الدراسة إذا لم تكونوا أكملتموها، أو العمل في بعض المجالات التي فيها فائدة لكم أو خدمة للآخرين، أو التسجيل في حوزة نسوية (موثوقة)، وما إلى ذلك. وفقكم الله لكل خير ورزقكم الزوج الصالح الذي يسعدكم في الدينا والآخرة..

13