السمين ( 39 سنة ) - السعودية
منذ سنة

عتاب الله على موسى عليه السلام

هل صحيح أن الله عاتب موسى ع لانه دعا على ابن خالته قارون بأن تبلعه الأرض؟ ولماذا عاتبه على ذلك؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم قد ورد في الاخبار ان النبي موسى (عليه السلام )قد دعا الله على قارون وأستجاب الله دعائه ،فقد ورد في رواية طويلة : (… وخر موسى ساجدا يبكي ويقول: يا رب إن عدوك قد آذاني وأراد فضيحتي وشيني، اللهم فإن كنت رسولك فاغضب لي وسلطني عليه، فأوحى الله سبحانه أن ارفع رأسك ومر الأرض بما شئت تطعك، فقال موسى: يا بني إسرائيل إن الله تعالى قد بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون، فمن كان معه فليثبت مكانه، ومن كان معي فليعتزل، فاعتزلوا قارون ولم يبق معه إلا رجلان، ثم قال موسى عليه السلام: يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلى كعابهم، ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم، ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى حقوهم، ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم، وقارون وأصحابه في كل ذلك يتضرعون إلى موسى عليه السلام ويناشده قارون الله والرحم). وعلق صاحب البحار في المصدر: يناشده قارون بالله والرحم، وهو الصحيح. وتقدم عن القمي أنه لم ينشده بالله بل أنشده بالرحم، ولما عير الله موسى قال موسى: يا رب انه دعاني بغيرك ولو دعاني بك لأجبته. ومن خلال ماتقدم يمكن ذكر عدة أمور تنفع في الإجابة عن سؤالكم : الأمر الاول :ان النبي موسى عليه السلام قد تعامل بالعدل لما أرتكبه قارون من ذنوب ،ولم يتعامل معه بالرحمة . الامر الثاني :ان الله عاتبه لعدم إغاثته قارون كونه من ارحامه لكنه قد أجاب لم ينشدني بالله بل أنشدني بالرحم، ولما عير الله موسى قال موسى: يا رب انه دعاني بغيرك ولو دعاني بك لأجبته. الأمر الثالث : لو سلمنا بما صدر عن النبي موسى عليه السلام ،فيدخل ذلك في ترك الاولى من ترك للمستحب وفعل للمكروه شيء يضر في دنيا العبد دون آخرته نتيجه للغفلة عنه تعالى حتى لو كانت ناتجه عن فعل مباح وفعل., ولو صدر فان ذلك لا يقدح في عصمته لما هو المعلوم من أن ترك الاولى لا يضر بالعصمة. دمتم في رعاية الله

1