السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كان مولانا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام يحيي الموتى بأذن الله تعالى مع العلم أن مقام أمير المؤمنين أعلى من كل الأنبياء عدا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بالسائل الكريم
الإمام علي (عليه السلام) عنده القدرة على ذلك بإذن الله تعالى ، فهو خليفة رسول الله صلى الله عليه واله في ارضه وحجة الله على خلقه ، روى المجلسي في بحاره : قال الكلبي: كان عيسى عليه السلام يحيي الأموات بيا حي يا قيوم، وقيل إنه أحيى أربعة أنفس، وهم عاذر، وابن العجوز، وابنة العاشر، وسام بن نوح، قال الرضا عليه السلام: لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه أن يحيي لهم موتاهم، فوجه معهم علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: اذهب إلى الجبانة فناد باسم هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك: يا فلان، ويا فلان، ويا فلان، يقول لكم رسول الله: قوموا بإذن الله، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم، ثم أخبروهم أن محمدا قد بعث نبيا، فقالوا: وددنا أنا أدركناه فنؤمن به، و أحيى صلى الله عليه وآله النفر الذين قتلوا يوم بدر فخاطبهم وكلمهم وعيرهم بكفرهم.
وورد أيضاً في ذلك : لقد اثبت القران الكريم الاحياء والاماتة لبعض الملائكة فان ملك الموت عزرائيل يميت ((قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)) (السجدة: 11) ونسب الله تعالى التوفي للرسله من الملائكة ((وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ)) (الأنعام: 61)
واثبت الله تعالى لنبيه عيسى على نبيننا واله وعليه السلام انه يحي الموتى ومن الواضح عندنا ان امير المؤمنين عليه السلام هو نفس رسول الله صلى الله عليه واله وانه افضل ما خلق الله تعالى بعد النبي وهذا يعني ان كل ما ثبت لخلقه يمكن ان يثبت للنبي ولامير المؤمنين عليهما السلام ومن هنا فانه يمكن نقول ان علي بن ابي طالب عليه السلام يحي ويميت كما ان الملائكة تحي وتميت وكما ان نبي الله عيسى عليه السلام يحي ويخلق فما ثبت لغيره يمكن ان يثبت له عليه السلام .
ولكن لابد من توضيح شيء مهم وهو مفتاح الكثير من هذه الامور وهو ان كل ما هو من خوواص الله تعالى كالاحياء والاماتة والخلق والرزق وغير ذلك يمكن ان يتصف بها بعض مخلوقات الله تعالى وهذا الاتصاف انما يكون باذن من الله تعالى فالله تعالى هو من يعطيهم هذه القدرة وليست هذه القدرة من عند انفسهم من دون الله تعالى وفي معزل عن الله تعالى ابدا والا لزم الشرك والعياذ بالله ولكن نقول ان كل ما عندهم من هذه الصفات انما هي من الله هو الذي اختصهم بها
ولكن لا يتصور احد ان الله تعالى يعطي هكذا بالمجان اي شخص وكيف ما كان بل الله تعالى لا يعطي الا لمن يستحق ان يكون في هذه المنزلة وهذا المقام ومن هنا نعرف ان امير المؤمنين عليه السلام يحي ويميت باذن الله تعالى وانه من عند الله وان الله هو الذي يعطيه هذه الميزات وهذا لاجل ان علي بن ابي طالب وصل الى مرتبة ومقام رفيع عند الله وليس الله يعطي له بالمجان فالله تعالى لا قرابة له مع خلقه وانما قربهم اليه باعمالهم وايمانهم واخلاقهم كل هذا يحدد ما يستحقونه من العطاء الالهي.
فلا تاتي شبهة الشرك مادمنا ننسب كل هذه الامور لله تعالى وانه هو من يعطي وهو من ياخذ وهو من يقرر من يستحق ومن لا يستحق.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته