السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
هو الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر بن راشد بن وهيم بن شمروخ آل صقر المطيرفي الأحسائي .
ولد في المنطقة الشرقية من بلاد الحرمين (السعودية) في قرية المطيرفي التابعة لمنطقة الاحساء ، في ( شهر رجب عام 1166 ه ) ، وتوفى في سفره إلى الحج ، قبل أن يصل إلى المدينة المنورة في قرية يقال لها « هديه» وقيل « هدبيّة »، بسبب مرض الاسهال الذي أَلَمَّ به ، وذلك في يوم الأحد ( 2 ذي القعدة سنة 1241 ه )، وقيل في ليلة الجمعة ( أواخر شهر ذي القعدة سنة 1241ه )، كما حكي أيضًا أنّه توفى في بدايات سنة ( 1243ه ).
نشأ وتربى سنواته العشرين الأولى في مسقط رأسه ، ثم سافر للعراق لطلب العلم على يد علمائها في كربلاء و النجف ، وقد تخلّلت سنين عمره سفرات كثيرة ، كانت بين الجزيرة العربية والعراق و إيران ، وأهمّ الأسباب في كثرة سفراته هو تعلّقه بزيارة المشاهد المشرفة ، والضغوط الإجتماعية التي كان يعيشها وخاصة من قبل علماء عصره ، نتيجة أرائه وأفكاره التي كان يبثها بين النّاس ، ويراها الغير أنّها مخالفة لضرورات مذهب أهل البيت (ع).
وهذه الأراء والأفكار التي تفرّد بها، هي التي تسبّبت في تضليله وتكفيره من قِبَل بعض علماء عصره ، وخاصة المتعلّقة بمقامات أهل البيت (ع) ، فقد اتّهم بالغلو في أهل البيت (ع) ونفي ضروريات الدين مِن قِبَل علماء إيران و العراق المعاصرين له.
وكذلك هناك مَنْ مِنْ علماء عصره مَن دافع عنه وعن علميته ، وذكر فضله حتى بالغ في ذلك، فوصفه بكونه وحيد عصره وفريد دهره.
قد ترجم له الكثيرون ، ومنهم السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ، وصاحب الروضات ، والشيخ محمد حرز الدين في معارف الرجال ، وغيرهم . .
وقد كانت له طريقة أثارت الكثيرين ضده ، واتهم بالغلو ، بل بالإفراط فيه ، حتى إن ولده الشيخ محمد كان ينكر على طريقة أبيه ، أشد الإنكار ، نظير إنكار الميرزا إبراهيم ، ابن الملا صدرا على أبيه . .
بل إن بعضهم حكم بكفره ، نظراً إلى ما يستفاد من كلامه ، من إنكار المعاد الجسماني ، والمعراج الجسماني ، والتفويض للأئمة عليهم السلام ، وغير ذلك .
لكن السيد بحر العلوم - كما يقولون - كان فيه من المتوقفين .
أما صاحب الروضات فأثنى عليه ومدحه . .
وأما الشيخ آقا بزرك الطهراني ، فقال :
‹ اختلفت آراء العلماء والمؤلفين في المترجم ، بعد أن اتفقت على فساد جملة من تلامذته وتبعته ، لإنكارهم بعض الضروريات › . . هذا . . وقد كان الشيخ أحمد الأحسائي شديد الإنكار على طريقة المتصوفة ، بل على طريقة الفيض الكاشاني في العرفان أيضاً .
ومرّت المدرسة الشيخية من جهة تأسيسها بمرحلتين :
المرحلة الأولى :هي مرحلة وضع الخطوط العامة والأسس الأولى ، وقام بهذا الدور الشيخ أحمد الأحسائي بنفسه .
المرحلة الثانية : هي مرحلة تهذيبها وترتيبها وتوضيح المعالم العامة لها ، بحيث كانت مدرسة فكرية مستقلة ومنعزلة داخل المذهب الإمامي ، وقام بهذه الخطوة تلاميذ الشيخ الأحسائي ، ومن أبرزهم السيد كاظم الرشتي .
دمتم في رعاية الله