ذكر الشيخ الصدوق في كتاب الخصال: عن محمد قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لقد خلق الله عز وجل في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الأرض فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله عز وجل أبا هذا البشر وخلق ذريته منه، ولا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها، ولا خلت النار من أرواح الكفار والعصاة منذ خلقها عز وجل، لعلكم ترون أنه إذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، وصير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار إن الله تبارك وتعالى (لا يعبد خ ل) في بلاده ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه (1) ويعظمونه ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء تظلهم، أليس الله عز وجل يقول: " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " وقال الله عز وجل " أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد "
ويظهر من هذا الحديث معجز كبير لآل بيت محمد صلوات الله عليهم فهم يؤكدون من الف وأربعمئة عامٍ أنّ الله تبارك وتعالى خلق في أرضنا هذه قبل خلق آدم وولده سبعة أمم من النوع الانساني أوجد كل أمة بعد انقراض أمة أخرى وفنائها فيكون ساكنو الأرض من ابتدائها إلى الان ثماني طبقات وأمم.
وهذا الكلام لم يُذكر على لسان غيرهم قطّ وبه تنحل عويصة بداية العالم وما يورد من إشكال على الدينيين من أنّ علم الجيولوجيا أي علم الطبقات الأرضية يخالف معتقد المسلمين والنصارى واليهود من أن بدأ العالم وتاريخ أول إنسان وجد على الأرض وهو آدم وُجد قبل نحو ستة آلاف سنة.
فقالوا في إشكالهم: "نحن وجدنا جماجم الانسان وغيرها من عظام الانسان والحيوانات تحاكي عن وجودها قبل عشرات بل مئات السنين بكثير" وهذا الحديث لو أخذ به الدينييون لدفعوا به الإشكال بقولهم إنّ آدم لم يكن أول الخليقة بل كان قبله طبقات متعددة من الأمم،
وأيضاً ذكر الشيخ في كتاب التّوحيد مجلد : 1 صفحة : 277 عن جابر بن يزيد ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله عزوجل : ( أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ) قال : يا جابر تأويل ذلك أن الله عزوجل إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وسكن أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار جدد الله عالماً غير هذا العالم وجدد خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ، وخلق لهم أرضاً غير هذه الأرض تحملهم ، وسماء غير هذه السماء تظلهم ، لعلك ترى أن الله إنما خلق هذا العالم الواحد ، وترى أن الله لم يخلق بشراً غيركم ، بلى والله لقد خلق الله ألف ألف عالم ، وألف ألف آدم أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين".
فإنّ لله تعالى خلقاً في غير هذه الأرض ألف ألف عالم وكرات يسكنها ألف ألف أمة، فعليه لا معارضة ولا تضارب بين الحديثين، ففي الحديث الأوّل دلالة على وجود سبع عوالم في أرضنا وفي الحديث الثاني مليون مليون عالم في غير أرضنا.