( 28 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

فضل سورة يس


فضيلة سورة "يس": سورة يس- بشهادة الأحاديث المتعدّدة التي وردت بهذا الخصوص- من أهمّ السور القرآنية، إلى حدّ أنّ الأحاديث لقّبتها بـ "قلب القرآن" ففي حديث عن رسول الإسلام (ص) نقرأ "إنّ لكلّ شيء قلباً، وقلب القرآن يس"(1). وفي حديث عن أبي بصير عن الإمام الصادق (ع): "إنّ لكلّ شيء قلباً وقلب القرآن يس، فمن قرأ يس في نهاره قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّى يمسي، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكّل به ألف ملك يحفظونه من كلّ شيطان رجيم ومن كلّ آفة ... المزید" الحديث(2). كذلك نقرأ عن الرّسول (ص) أيضاً "سورة يس تدعى في التوراة المعمّة! قيل: وما المعمّة؟ قال: تعمّ صاحبها خير الدنيا والآخرة" الحديث(3). وهناك روايات اُخرى عديدة بهذا الخصوص، وردت في كتب الفريقين أعرضنا عن ذكرها حذراً من الإطالة. لذا يجب الإقرار بأنّه ربّما لم تنل سورة من سور القرآن الاُخرى كلّ هذه الفضائل الخاصّة بسورة يس. هذه الفضيلة والثواب لا ينالهما من يكتفي بقراءة الألفاظ- فقط- مشيحاً عن مفاهيم السورة، بل إنّ عظمة فضيلة هذه السورة إنّما هي لعظمة محتواها .. محتوىً يوقظ من الغفلة ويضخّ في النفس الإيمان، ويولد روح المسؤولية ويدعو إلى التقوى، بحيث أنّ الإنسان إذا تفكّر في هذه الآية وجعل ذلك التفكّر يلقي بظلاله على أعماله، فإنّه يفوز بخير الدنيا والآخرة. فمثلا، الآية (60) من هذه السورة تتحدّث حول عهد الله في التحذير من عبادة الشيطان (ألم أعهد إليكم يابني آدم ألاّ تعبدوا الشيطان إنّه لكم عدو مبين). ومن الواضح أنّه حينما ينشغل الإنسان بهذا العهد الإلهي- تماماً مثلما ورد في الأحاديث التي ذكرناها- سيكون في أمان من أي شيطان رجيم، ولكن لو قرئت هذه الآية بلا رويّة، وفي مقام العمل يكون من الأصدقاء المخلصين والأوفياء للشيطان، فإنّه لن ينال ذلك الفخر الذي ذكرناه، وهذا يصدق على آيات هذه السورة آية آية.

4