logo-img
السیاسات و الشروط
( 15 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

قول الرسول (ص) عن المجاهرين .

السلام عليكم ورحمه الله . قول الرسول صل الله عليه وآله وسلم ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) هل يُعتبر مجاهره إذا قلت لصديقتي عن ذنب أقترفهُ من باب اشاركها بشيء من حياتي…أو حتى من تأنيب الضمير فأقول لها.. هل أُعتبر مجاهره لأن قلت ذنبي لغيري ؟ وعندي طلب بلا زحمه عليكم ولو كثرت عليكم ، ممكن تدعون لي بالتوفيق والتسهيل والمعدل اللي يرضيني لأن امتحاناتي قربت إن شاء الله خير 3> .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا بالسائل الكريم أولا : روى هذا الحديث العامة . ثانيا : نص الحديث هو : (( عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله [صلى الله عليه وآله] يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه )) . ثالثا : فسره بعض علماء العامة قائلا : قال [صلى الله عليه وآله]: ((كل أمتي معافى))، حمله بعض أهل العلم على أن المعافاة هنا من ذم الناس وعيبهم وإساءتهم إليه ووقيعتهم في عرضه، فإذا جاهر فإنه تناله ألسنتهم ولربما حصل له شيء من التعدي من جهتهم بأنواعه المختلفة، هكذا فسره بعض أهل العلم. والحديث يحتمل أن يكون المراد معافى من العقوبة، ولكن هذا لا يخلو من إشكال؛ لأن ذلك معناه أن كل من يعمل الذنوب من غير مجاهرة أنه في عفو، وهذا ليس بمراد، والله تعالى أعلم. ولهذا فسره من فسره من أهل العلم فقال: معافى يعني: أن عرضه مصون، محفوظ وله حرمته فلا يصل إليه أحد بأذية، غيبة، أو نحو ذلك، ثم فسر النبي [صلى الله عليه وآله] المجاهرة بذكر صورة من صورها، وإلا فلها صور كثيرة، ولهذا قال: وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، فدل على أن للمجاهرة أنواعا متنوعة. قوله: يعمل الرجل بالليل عملاً وهذا ليس بلازم، وإنما ذكْرُ هذا يمكن أن يكون باعتبار أنه الغالب، وإلا فإن الإنسان قد يعمل عملاً بالنهار، ولا يطلع عليه أحد، ثم يخبر عنه بالنهار، أو يخبر عنه بالليل، فيكون مجاهراً. وكذلك أيضا غير هذه الصورة من المجاهرة أن يعمل الرجل المنكر أمام الناس، يعني هذا يعمل المنكر بعيدًا عن أنظارهم فيستره الله ثم يأتي ويخبر ويقول: فعلت البارحة كذا وكذا، فالذي يفعل مكاشرة، مجاهرة، لا يستتر، هذا أوضح وأشد في الذنب، كالذي يجلس أمام الناس ويدخن، وجالس في السيارة ويخرج يده وفيها السجارة، بكل وقاحة وقلة حياء لا من الله، ولا من الناس، أو يجلس في مكان انتظار، أو في مطار  ويجلس يدخن أمامهم، هذه مجاهرة، كل أمتي معافى إلا المجاهرين، ولا يشترط في المجاهرة أن يعملها سرا ثم يأتي ويخبر الناس، لا، هذا يفعل ذلك مكاشرة أمامهم، ولا يبالي بهم ولا يستحي منهم، بل هو مستخف بهم بهذا العمل. وكذلك من يفجر أمام الناس، ومن يفعل أمورًا لا تليق أمامهم، كل ذنب يفعله الإنسان أمام الملأ فإنه داخل في المجاهرة، كل ما لا يتوارى به الإنسان، هذا الذي يأتي ويمر في الطرقات ويقف عند الإشارة والمعازف معه كأنه جالس في مرقص، هذه مجاهرة، ومن أعظم المجاهرة ومن أقبحها. الذي يأتي ويحلق لحيته في مكان عام أمام الناس وهم داخلون وخارجون، هذه مجاهرة، وقل مثل ذلك فيمن يجر ثوبه، ويخرج به أمام الناس، فهذه مجاهرة بالمعصية، الذي يذهب ويشاهد صورًا ويتصفح مجلات سيئة في السوق أمام الناس، فهذا مجاهر. ومن المجاهرة: أن يُخرج هذا في كلام يقوله في شريط، أو في مقابلة في قناة فضائية، أو يكتب هذا في الانترنت، أو في صحيفة، ويُخرج هذه الأشياء، والمعاصي والذنوب من ضمن أعماله التي يتزين بها أمام الناس، فهذا كله من المجاهرة، فالمجاهرة: من الجهر الذي يقابل الإسرار والخفاء بالشيء. هذا الذي قال فيه النبي [صلى الله عليه وآله] ما قال، لماذا خصه النبي [صلى الله عليه وآله] سواء عمله سرًّا ثم أخبر الناس، أو أنه عمله أمامهم؟. لأن هذا مستخف بحق الله عزّ وجلّ لا يبالي، يعني: المؤمن إذا عمل ذنباً يخاف ويستحي من الله ، ويختفي، فلو فاتته صلاة الجماعة لا يستطيع أن يرى الناس ذاك اليوم حياء من الله، فهذا حذيفة بن اليمان خرج ورأى الناس قد صلوا فاختفى، فسأله بعض الناس، فقال: لا أستطيع أن ألقى أحداً. ... المزید فالحاصل أن المجاهر مستخف بالله، لا يبالي، ومستخف بعباد الله، يفعل المعصية وكأنه يقول لهم: لا شأن لكم بي، من أنتم حتى أختفي بهذه المعصية وأستتر؟ هذه حقيقة الحال، فلو كان يستحي منهم ما فعل هذا أمامهم، ولو كان يعرف حقهم وقدرهم ما فعل هذا أمامهم، ولذلك تجد الإنسان الذي يستحي من الناس وفطرته ما زالت حيه لا يجرؤ أن يفعل ما لا يليق أمام الآخرين، ترى الولد -مثلاً- الذي يريد أن يدخن لا يجرؤ على هذا إطلاقا في البداية ويختفي غاية الاختفاء، ويحاول أن لا توجد منه رائحة، بل ويتعاطى أشياء تذهب الرائحة، فإذا وُقف عليه يومًا وهو يدخن فإنه يكون في غاية الحرج والحياء، ومع الأيام يذهب حياؤه شيئاً فشيئاً، ثم بعد ذلك لا يبالي بأحد، يرحل الحياء الذي في قلبه من هؤلاء الناس . رابعاً : تم الدعاء لكم بالتوفيق والنجاح إن شاء الله تعالى .

1