( 27 سنة ) - العراق
منذ سنة

الحسد

السلام عليكم لدي جارة حسودة والله يشهد نخاف على انفسنا وصرت احلم بها في الليل على اشكال حيوانات وغيرها والعياذ بالله ولدينا اربعه مواشي كل يوم في المغرب تأتي وتنظر لهن وتذهب وانا على مراقبه من افعالها وتأخذها الغيرة من اي شيء افعله في البيت للعلم انا اخي استشهد وابي كذلك ووالدتي تمرضت عندما ابتدئت ابني منزل جديد والان خائف ان اكمل ذلك البيت حرص على سلامتي وسلامت اهلي ماذا افعل في هذه الحاله


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة الخوف من الحسد بهذه الدرجة غير صحيح ولا مبرر، وله آثار سلبية جدا على حياتكم، وسيدخلكم في أوهام كثيرة بحيث تحسبون كل شيء سلبي يقع معكم أنه بسبب الحسد! ينبغي للإنسان أن يكون واقعيا ولا يرمي بما يحصل معه على أسباب لا يعلم بها، بل لابد أن يراجع نفسه فيما يحصل معه.. ونحن كلنا نعيش في هذه الدنيا وعندنا بعض الأمور التي قد تميزنا عن غيرنا، وأغلبنا يعيش بشكل طبيعي ولا يوسوس في مسألة الحسد، إلا البعض القليل الذي يعير هذه المسألة أهمية كبيرة فيقع في مشاكل عويصة ويحسب نفسه مظلوما من الآخرين ومحسودا في كل شيء، وكأنه يملك كنوز الدنيا والآخرة بحيث كل الناس تنظر إليه! عيشوا كما يعيش باقي الناس ولا تحجموا هذه المسألة. ويكفي أن تقرؤوا سورة الفلق وتوكلوا الأمر إلى الله تعالى من دون التفكير فيه. أما مسألة الثقة بالله تعالى فهي أساسية جدا في كل أمور حياتنا، ولابد للإنسان من تقويتها في نفسه، وذلك يحتاج منه بذل جهد في الاطلاع على المعارف الدينية والاهتمام بها، كالقرآن والروايات وكلمات العلماء. وكذلك التأمل بالموارد الكثيرة التي ينقذ الله تعالى فيها عبده مما كان يمكن أن يقع فيه من السوء. ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره}»، و«لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا». وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «من وثق بالله أراه السرور، ومن توكل عليه كفاه الأمور»، و«من توكل على الله ذلت له الصعاب، وتسهلت عليه الأسباب»، و« يا أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به، فإنه يكفي ممن سواه». وأن لقمان قال لابنه وهو يعظه: «يا بني ثق بالله عز وجل ثم سل في الناس هل من أحد وثق بالله فلم ينجه؟ يا بني توكل على الله ثم سل في الناس من ذا الذي توكل على الله فلم يكفه؟». وغير ذلك الكثير... وعليكم بتكرار هذا الدعاء دائما والتدبر في مضامينه: روي أنه «لَمَّا صَبَّحَتِ الْخَيْلُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، رَفَعَ يَدَيْهِ وقَالَ: (اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ؛ وأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ؛ وأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وعُدَّةٌ. كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، ويَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، ويَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ، وشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌، وكَشَفْتَهُ، وكَفَيْتَهُ؟! فَأَنْتَ ولِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، ومُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ)».