السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
ذكر بعض المحققين ان هذا الترکيب في الاصل جملة فعلية اي (افديتک) بابي وامي يعني اجعلهما فداء لک ووقاية لنفسک ، فجعلت اسمية قصدا الى الدوام والاستمرار کما في (الحمدالله) ، فانت نائب عن الضمير المنصوب فالمراد بالمفدي المفدي له لانفس الفداء ، ولا يلزم في الفداء ان يکون المفدي له افضل منه کما في قوله : (وفديناه بذبح عظيم) حيث فسر الذبح العظيم بالحسين عليه السلام اي جعلنا قتله عليه السلام عوضا عن قتل اسماعيل عليه السلام ، فلا يرد اشکال عل قوله عليه السلام في زيارة سائر الشهداء بابي انتم وامي ، عل ان هذا الترکيب کثير ما يستعمل في حق من يراد تعظيمه ، واحترامه مطلقا من باب الکناية من غير ملاحظة معناه الوضعي کما في کثير الرماد وطويل النجاد .
وقد روي ان النبي صل الله عليه واله تکلم بهذه المقالة لبعض اصحابه في بعض غزاوة ، هذا مع احتمال التعليم لشيعة في الزيارة ، او ارادة ان اولياء الحق يتحملون البلايا والزرايا لوقاية اشياعهم عن المکاره في الدنيا والاخرة. کما ورد في بعض الکلمات ان الحسين عليه السلام صار فداء للامة اي لتخليصهم عن النار بالشفاعة التي هي اجر الشهادة وتقديم الاب عل الام من باب تقديم الاعز الاشرف في مقام البذل کما في حديث علي عليه السلام في انفاقه الذهب قبل التبن . وفي الفصل بين المعطوف عليه بالفدي له اشارة ال کمال الاهتمام به ، وعدم الغفلة عنه ، هذا مع المحب وان لم تعظم في نفسها فکيف اذا عظمت في نفسها مثل مصيبة الحسين عليه السلام التي يصغر دونها جميع المصائب ، ولذا ورد ان مصيبة اعظم المصائب ، کيف وقد بکت فيها السماوات السبع وعامروها والارضون السبع وساکنوها وارتج لها العرش وضجت الحافون حوله .
دمتم في رعاية الله