السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز.. 1- التدين لا يقتصر أمره على الأمور العبادية من الصلاة والصوم ونحوها، بل الجانب العملي مع الناس له أهمية كبيرة، وأكثر الناس يفشلون في اختبارهم في الجانب العملي وإن كانوا محافظين على صلواتهم وسائر عباداتهم. ومن هنا لابد أن يعتني الإنسان كثيرا في هذا المجال؛ لأنه يحاسب عليه يوم القيامة. وكثير من الناس قد يكونون غارقين بالمعاصي وهم غير ملتفتين إليها بسبب تقصيرهم أو غفلتهم ويجعلون كل تركيزهم على الأمور العبادية ونحوها، ويحسبون أنهم على خير! ومن أبرز المعاصي التي يبتلي بها الإنسان: عقوق الوالدين، وقطع الرحم، والغيبة، والكذب، وحبس حقوق الفقراء من الخمس وغيره، ورد المظالم، وأذية الآخرين بالكلام أو نحوه.. وكذلك في الأمور العبادية الواجبة فقد تجد شخصا منهمكا بالعبادة لكنه لا يعرف الوضوء أو الغسل بشكل صحيح أو لا يعرف متى تصح الصلاة ومتى تكون باطلة! ومن هنا يحتاج الإنسان كثيرا إلى التفقه في الدين ليتمكن من معرفة الحلال والحرام وأحكام العبادات. 2- كما لابد من الالتفات إلى أن كثرة عبادة الله تعالى من دون معرفة وعلم لا قيمة كبيرة لها؛ فلابد من العناية بتعلم علوم الإسلام من الفقه والعقائد والتفسير ونحو ذلك وعدم إهمالها والاقتصار على أداء الصلاة والصوم ونحوهما. ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «من عمل على غير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلح»، و«نوم العالم أفضل من عبادة العابد»، و«ركعتان يصليهما العالم أفضل من سبعين ركعة يصليها العابد»، و«نوم مع علم خير من صلاة مع جهل»، و«ساعة العالم يتكئ على فراشه ينظر في علم خير من عبادة سبعين سنة». وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل لان العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة». وفي هذا الزمان -ولله الحمد- باب العلم مفتوح بسهولة للرجال والنساء عبر الحوزات المنتشرة في عدة محافظات، بل حتى على الانترنت. 3- من أفضل الأعمال التي يتوصل بها العبد إلى الله تعالى هو خدمة الناس وبذل الجهد في قضاء حوائجهم الدنيوية والأخروية، لكن كثيرا ما لا يلتفت البعض إلى ذلك ويحسب أن طريق الله تعالى منحصر بالعبادة ونحوها. 4- أما قضية الطمأنينة والسكون أثناء الصلاة فمن أهم الأمور فيها هو اجتناب المعاصي، ثم يحاول العبد أن يعتني بآداب الصلاة. ومن الكتب النافعة في هذا المجال: (الصلاة الخاشعة)، و(أسرار الصلاة) للشيخ حبيب الكاظمي حفظه الله. وفقكم الله لكل خير..