الدوله البويهيه
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اخي فقط سوال ما راي ساحمتكم بالدوله البويهيه وهل هي فعلا خراب ودمار العراق والاسلام هذا فقط هذا الاساله يساله الكثير واتمنه من حضرتكم ان تخصصوا حلقات او اسأله عن الدول الشيعيه وشكرا لك اخي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
آل بويه ـ أو البويهيون أو بنو بويه ـ هم: أولاد وأحفاد (أبو شجاع) بويه، وهم أُسرة فارسية ذات ميول شيعية. وقد ساق بعض المؤرِّخين نسبهم إلى ملوك الفرس، وقد نُسِبوا إلى الديلم بسبب مجاورتهم لهم وطول مقامهم في بلادهم.
بدأت هذه الأُسرة بالظهور مع بدايات القرن الرابع الهجري، فقد كان لأبي شجاع بويه ثلاثة أولاد فرسان وشجعان، وهم: علي، والحسن، وأحمد، وكانوا في بداية أمرهم من جملة قوّاد (ماكان بن بالي)، ثمّ تحولوا إلى جانب (مرداويج بن زيار)، و(ماكان) و(مرداويج )هذان هما من جملة الأُمراء الطامحين إلى السيطرة على صقع من أصقاع الدولة العبّاسية إبّان ضعفها وتصدّعها.
ثمّ بعد ذلك بدأ الإخوة الثلاثة يستقلّون بقيادة الجيوش، وانفصلوا عن مرداويج، وأسّسوا سنة (322هـ) في شيراز ـ قلب بلاد فارس ـ نواة دولتهم التي بدأت تتسع يوماً بعد يوم، حتّى شملت أراضي شاسعة من إيران والعراق، والتي وصفها ابن خلدون بقوله: «وكانت لهم الدولة العظيمة التي باهى الإسلام بها سائر الأُمم».
ففي سنة (334هـ) سيطر البويهيون على مقاليد الحكم في إيران والعراق، وأصبحوا هم الحكّام الحقيقيين في هذين البلدين، وقد جرّدوا الخليفة العباسي المستكفي بالله من أغلب سلطاته الدينية والدنيوية، ولُقِّب علي بن بويه بـ(عماد الدولة)، والحسن بن بويه بـ(ركن الدولة)، وأحمد بن بويه بـ(معزّ الدولة)؛ ولذا نجد أنّ بعض المؤرِّخين يعتبر سنة (334هـ) بداية الظهور الحقيقي للدولة البويهية، مع أنّ نواة هذه الدولة قد غُرست في شيراز منذ سنة (322هـ) كما ذكرنا، أي: قبل هذا التاريخ باثني عشر عاماً.
وينبغي التأكيد هنا أنّ البويهيين لم يعلنوا عن أنفسهم كدولةٍ مستقلةٍ عن مركز الخلافة العبّاسية في بغداد طوال فترة حكمهم، بل كانوا يعملون بوصفهم نوّاباً وممثّلين للخليفة العبّاسي، غير أنّ هذا الاعتراف لم يكن سوى اعتراف شكلي؛ إذ كانت السلطة الحقيقية في أيديهم، فكان الحاكم الحقيقي للدولة وعقلها المدبِّر هو علي بن بويه الملقَّب بـ(عماد الدولة وأمير الأُمراء)، فكان يدير الأُمور ويدبِّرها من شيراز، فلما مات عماد الدولة «صار أخوه ركن الدولة أمير الأُمراء، وكان معزّ الدولة هو المستولي على العراق والخلافة، وهو كالنائب عنهما».
قال ابن الأثير ـ واصفاً حال الخلافة العبّاسية بعد سيطرة البويهيين على العراق ـ: «ازداد أمر الخلافة إدباراً، ولم يبقَ لهم من الأمر شيء البتَّة، وقد كانوا يُراجَعون ويؤخذ أمرهم فيما يُفعل، والحرمة قائمة بعض الشيء، فلمّا كان أيّام معزّ الدولة، زال ذلك جميعه، بحيث إنّ الخليفة لم يبقَ له وزير، إنّما كان له كاتب يدبِّر أقطاعه وإخراجاته لا غير، وصارت الوزارة لمعزّ الدولة، يستوزر لنفسه مَن يريد