طهر العرش بنعليك
ما صحة هذه الرواية: روي أن الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم" عندما وصل إلى العرش ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه، فقال له الله العزيز الرحيم (يا محمد طهر العرش بنعليك) وما هو المقصود من هذه العبارة؟
لم نقف على متن هذا المقطع في المصادر المتوفرة بين أيدينا . نعم قريب منه ما ذكره العالم السني اللكنوي عبد الحي في الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، فقال: لنذكر ههنا بعض القصص التي أكثر وعاظ زماننا ذكرها في مجالسهم الوعظية، وظنوها أمورًا ثابتة، مع كونها مختلقة موضوعة، فمنها: ما يذكرون من أن النبي لما أسري به ليلة المعراج إلى السموات العلى، ووصل إلى العرش المعلى، أراد خلع نعليه، أخذًا من قوله تعالى لسيدنا موسى حين كلمه: ((فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى))، فنودي من العلي الأعلى: يا محمد، لا تخلع نعليك، فإن العرش يتشرف بقدومك متنعلًا، ويفتخر على غيره متبركًا، فصعد النبي إلى العرش، وفي قدميه النعلان، وحصل له بذلك عز وشأن، وقد ذكر هذه القصة جمع من أصحاب المدائح الشعرية، وأدرجها بعضهم في تأليف السنية، وأكثر وعاظ زماننا يذكرونها مطولة ومختصرة في مجالسهم الوعظية. فالقضية وإن لم تكن مستبعدة عندنا؛ لكون الخلق كله من نفحات وجوده الشريف كما جاء في حديث الكساء وغيره، ولكنّها مبنية على القول بأنّ عرشه ماديٌ كعروش الملوك وهذا مرفوض عند الإمامية. وقد أكثر من ذكر الحادثة الصوفية في مدائحهم، مع أنّهم قد ذكروا أنّها لا إسناد لها حتى عندهم، فقالوا فيها كثيراً من المدائح منها: يقول عبد الرحيم البرعي اليماني : محمدٌ سيدُ الساداتِ منْ وطئتْ حجبَ العلاَ ليلة َ المعراجِ نعلاهُ أسرى بهِ اللهُ منْ أرضِ الحجازِ إلى أن قبلتْ نعلهُ الحجبُ الرفيعاتُ ويقول أحمد الحملاوي المصري: يا حبذا وقت قرب غير منتظر لا القرب يدرى ولا التكييف معقول داس النبي بساط العرش منتعلا ما طور سينا ومن موسى وحزقيل ويقول إبراهيم التّازي الجزائري (ت 866 هـ) حتى أراه الله من آياته الكبرى ونودي يا محمد أقبل نعليك لا تخلعهما في حضرة ما قام فيها قبله من مرسل وقال علي الجشي الحجازي ( 1296 – 1376) : وطأ العرش بالنعال فنال العرش فخراً على جميع الشداد أين طه من الكليم المنادي اخلع النعل حيث جئت الوادي ويظن الجهول أن فخر طه بارتقاه للعرش دون العباد ولعمري لقد تـشرف فيه كيف لا وهو علة الايجاد ويقول شمس الدين البدماصي المالكي : نبي رقى فوق السماء بجسمه ورب العلا حجب الجلال له وطا و قام مقاما لم يقم فيه مرسل وداس بنعليه المـشرفة البسطا ويقول صلاح الدّين القوصي الحسيني : رجائى فيك أن أمـسى لموطئ رجلكم نعلا ولو ذاق الذى أعنى وأدرك مقصدى .. وعلا لأدرك أن نعلكم سما فى القدس للأعلى