( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسير القران

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الآية (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ) هل المراد في الآية وجه الله اي بمعنى رحمته؟ او المراد الوجه هوة تعبير مجازي ولله العالم


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إنّ المراد من وجه الله هو ما يتوجه به العباد اليه تعالى فالله تعالى يجل عن الوجه واليد والعين فاليد كناية عن القدرة او عن العطاء والجود والعين كناية عن رقابيه للاشياء وقربه منها او عن علمه بها وعدم اخفائها عنه وكذا الوجه فهو كناية عن ظهوره لخلقه بمظاهر صفاته واسمائه . والا لو تصورت ان لله وجها كوجوه الناس فقد صيرته من الاجسام والله تعالى يتنزه عن الجسمية او صيرته مركبا من وجه وغيره ومن كان مركبا فهو مخلوق لا خالق وحادث لا قديم . ومعنى العبارة {وجه ربّهم} فقد تشير إلى أحد معنيين: أوّلا: كلمة الوجه في هذه الموارد تعني العظمة، كما نقول للرأي الصائب والمهمّ «هذا وجه الرأي» بإعتبار أنّ الوجه يمثّل الشكل الظاهر والمهمّ للشيء، كما في وجه الإنسان الذي يعتبر أهمّ جزء من جسده، وفيه يقع السمع والبصر والنطق. ثانياً: الوجه هنا بمعنى رضا الخالق، فهم يصبرون على المحن والمشاكل لجلب مرضاة الله، فإستعمال الوجه بهذا المعنى بسبب أنّ الإنسان عندما يريد أن يجلب رضا شخص يمعن النظر في وجهه (وعلى ذلك فهو يستعمل للكناية عن الشيء). وعلى أيّة حال فإنّ هذه الجملة تبيّن أنّ كلّ صبر وعمل خير تكون له قيمة عندما يصبح لوجه الله، وأيّ عمل آخر يقع تحت تأثير الرياء والغرور لا قيمة له مطلقاً. يقول بعض المفسّرين: إنّ الإنسان يصبر مرّةً لكي يقول عنه الناس: إنّ هذا كثير الإستقامة. وأُخرى لخشيته أن يقولوا عنه أنّه قليل الصبر، أو يصبر حتّى لا يشمت به الأعداء، أو يعلم أن لا فائدة من الجزع .. كلّ هذه الأُمور والنيّات لا تدخل ضمن الكمال الإنساني إلاّ إذا كانت خالصة لوجه الله. فهو يصبر ويستقيم لأنّه يعلم أنّ أيّ فاجعة أو مصيبة لها حكمة ودليل، ولا يقول ما يسخط الربّ، فهذا الصبر هو المعني بقوله تعالى: {إبتغاء وجه الله}. ودمتم في رعاية الله