( 22 سنة ) - العراق
منذ سنة

إثبات صدق نبوته (صلى الله عليه واله)

ماذا طلبت قريش من الرسول لإثبات صدق نبوته


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب لقريش عدة طرق في محاولة ابطال دعوة السماء على يد النبي صلى الله عليه واله فكان من طرقهم الترغيب والترهيب فوعدوه بالمال والجاه والرئاسة ولما لم ينفع ذلك مع النبي صلى الله عليه واله انتقلوا الى المفاوضات والمساومات ومن ضمنها انهم طلبوا منه ان يعبد هو الهتهم سنة وهم يعبدون الله سنة فكان الجواب ((قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (3) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) فانتقلوا الى طريقة ثالثة في محاولة غلبة النبي صلى الله عليه واله فبداوا يطلبون من النبي امورا كثيرة وليس الغرض منه اثبات نبوته وتصديقه وانما الغرض هو احراجه في هذه الامور ويحدثنا القران الكريم عن هذه الطلبات التي طلبوها من نبي الرحمة صلى الله عليه واله يقول الله تعالى: { وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }(العنكبوت الآية: 50 : 51)، وقال تعالى: { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا }الإسراء الآية: 90 : 93) . وهذه الطلبات ليست لاجل ان يؤمنوا وانما هي لاجل الاستكبار والتمرد على النبي صلى الله عليه واله يقول الله تعالى في بيان هذه القضية: { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }(الأنعام الآية: 109 : 111) . وكان النبي في بعض ما يسالون يجيبهم بامر الله تعالى ومن ضمن هذه الامور هو انشقاق القمر فقد وردت الروايات ان قريش طلبوا من النبي صلى الله عليه واله ان يشق لهم القمر ويرونه باعينهم فأراهم انشقاق القمر فنزلت: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ }(القمرالآية 1 : 2). ومع كل هذا فان النبي صلى الله عليه واله اقام الحجة والبرهان في اثبات نبوته فالقران الكريم هو المعجزة التي اعجزة كل قريش مع عظيم بلاغتهم وعلموا انه من السماء وانه الحق من الله تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم فشاء الله تعالى ان يظهر الحق ويرفع شان نبيه ويظهر الدين على الدين كله ولو كره الكافرون. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته