¹¹⁰ مرتضى العـبادي ³¹³ ( 14 سنة ) - العراق
منذ سنتين

القمي في تفسير سورة يوسف ع

القمي في تفسيره يقول في تفسير سورة يوسف الأية ٢٣ ان نبي الله اراد ان يزني وكان نبي الله يعقوب ع على هيئة صورة عاضً لأصبعه ويقول انت مكتوب في السماء من النبيين وتريد ان تكون في الأرض من الزناة؟ المصدر تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج ١ - الصفحة ٣٤٢... أرجو الرد جزاڪم الله خــــــيرا


أهلا وسهلا بالسائل الكريم أولاً : أنّ النسخة المتداولة لتفسير علي بن ابراهيم غير ثابت أنها نفس النسخة القديمة وقد ذكر الأعلام أنه أدرج فيها عشرات الروايات عن مشايخه الآخرين غير علي بن إبراهيم ، بل قال بعضهم أن هناك الشواهد على وقوع التلاعب فيها بالتالي لا يمكن الوثوق بكل ما ورد في هذه النسخة على ما ذهبوا اليه . ثانياً : علماء التفسير فسروا معنى ( وهم بها ) قالوا: هم بها كما تهم به لو لا أن راى برهان ربه لكنه كان معصوماً والمعصوم لا يهم بذنب ولا ياتيه . ونقل عن الامام علي بن موسی الرضا عليه السّلام في عبارة موجزة جدّا و قصيرة، حيث يسأله المأمون «الخليفة العبّاسي» قائلا: الا تقولون انّ الأنبياء معصومون؟ فقال الامام: «بلی». فقال: فما تفسير هذه الآية وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأی‌ بُرْهانَ رَبِّهِ‌ فقال الامام عليه السّلام: «لقد همّت به، و لولا ان رای برهان ربّه لهمّ بها كما همّت، لكنّه كان معصوما و المعصوم لا يهمّ بذنب و لا يأتيه» فقال المأمون: للّه درّك يا أبا الحسن‌ . وقالوا: إنّ تصميم كلّ من امراة العزيز ويوسف لا علاقة له بالوطر الجنسي، بل كان تصميما علی ضرب أحدهما الآخر … فتصميم امراة العزيز علی هذا العمل كان لعدم انتصارها في عشقها و بروز روح الانتقام فيها ثأرا لهذا العشق. ‏و تصميم يوسف كان دفاعا عن نفسه، و عدم التسليم لطلب تلك المراة. ‏و من جملة القرائن التي تذكر في هذا الموضوع: ‏اوّلا: انّ امراة العزيز كانت قد صمّمت علی نيل الوطر الجنسي قبل هذه الحالة، و كانت قد هيّأت مقدّمات هذا الأمر، فلا مجال- اذن- لان يقول القرآن: ‏انّها صمّمت علی هذا العمل الآن، لانّ هذه الساعة لم تكن ساعة تصميم . ‏وثانيا: انّ ظهور حالة الخشونة والانتقام بعد هذه الهزيمة امر طبيعي، لانّها بذلت ما في وسعها لاقناع يوسف، ولمّا لم توفّق الی ما رغبت فيه توسلّت بطريق آخر، و هو طريق الخشونة و الضرب. وثالثا: انّنا نقرا في ذيل هذه الآية كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ، والمراد بالفحشاء هو التلوّث وعدم العفّة .. والمراد بصرف السوء، هو نجاته من مخالف امراة العزيز، وعلی كلّ حال فحين رای يوسف برهان ربّه ... تجنّب الصراع مع امراة العزيز وضربها، لانّه قد يكون دليلا علی تجاوزه و عدوانه عليها، ولذا رجّح ان يبتعد عن ذلك المكان ويفرّ نحو الباب.