( 17 سنة ) - السعودية
منذ سنتين

احاديث عن النبي

هل صحيح انه ورد عن النبي انه قال النساء ناقصات عقل و دين ؟ و اذا صحيح ماهو التفسير له ؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا بالسائل الكريم أولاً : ورد الحديث عند العامة بهذا اللفظ: (( قال: خرج رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: "يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار" فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: "تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن"، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل" قلن: بلى، قال: "فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم"، قلن: بلى، قال: "فذلك من نقصان دينها )) . وثانياً : وروى المجلسي في بحاره عن تفسير الإمام العسكري: (( أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت: ما بال المرأتين برجل في الشهادة والميراث؟ فقال: لأنكن ناقصات الدين والعقل، قالت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله و ما نقصان ديننا؟ قال: إن إحداكن تقعد نصف دهرها لا تصلي، وإنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشرة تمكث إحداكن عند الرجل عشر سنين فصاعدا يحسن إليها وينعم عليها إذا ضاقت يده يوما أو خاصمها قالت له: ما رأيت منك خيرا قط ومن لم تكن من النساء هذا خلقها فالذي يصيبها من هذان النقصان محنة عليها لتصبر فيعظم الله ثوابها فأبشري. ثم قال رسول الله صلى الله عليه ... المزید )) . والبيان من المجيب : قد يتوهم كثير من الناس أن المراد من ناقصات العقول: أن ذكاء المرأة أقل من ذكاء الرجل وكذلك استيعابها للمعلومات وفهمها وحفظها! وهذا غير صحيح، بل المراد هو نقصان التعقل عند النساء؛ أي: النساء أقل تعقلا من الرجال، والمقصود من التعقل هو حسن تدبير الأمور، ووضع الشيء في موضعه. وذلك لأن معنى العقل غير معنى الذكاء والفهم. قال ابن منظور في لسان العرب: «العَقْلُ : التَّثَبُّت في الأُمور»، ونقل عن ابن الأنباري قوله: «رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه». فالتعقل في اللغة لا يعني الفهم والذكاء، كما أن عدم التعقل لا يعني قلة الذكاء والفهم؛ فقد يكون الشخص أميا لا يقرأ ولا يكتب، لكنه عاقل يضع الشيء في موضعه، وقد يكون متعلما وفي غاية الذكاء لكنه غير متعقل، ولا يعرف التصرف الصحيح في الأمور. وهذا يشهد به الواقع الذي نعيشه. إذن: فالمرأة أقل من الرجل في تعقلها أي: في تثبتها في الأمور وضع الشيء من موضعه المناسب له. والرواية التي ذكرت نقصان عقل المرأة -على فرض صحتها- ليست في صدد الاستنقاص من المرأة، وإنما هي بصدد التعريف بالواقع التكويني للمرأة؛ فإن المرأة -كما هو واضح- تختلف عن الرجل في كثير من الصفاة والملكات؛ فهي عاطفية، مرهفة الشعور، تتأثر بسهولة مع ما حولها... بخلاف الرجل، فعقله يغلب على عاطفته، وليس له شعور مرهف كما للمرأة... وهذا يشهد به الواقع الذي نراه بأنفسنا، ولا يحتاج إلى إقامة دليل عليه، فالكل -حتى النساء- يعترف أن المرأة تؤثر عليها المشاعر والأحاسيس وتتعامل مع الأمور برقة وعاطفة؛ فلأنها أكثر عاطفة كانت أقل تعقلا. وهذا ليس استنقاصا من قدرها، بل كمالها هو في هذه الصفات، فالحياة الأسرية والاجتماعية كما تحتاج لشخص يغلب عليه التعقل ولا يميل إلى العاطفة، كذلك تحتاج إلى شخص يميل إلى العاطفة ولا يتعامل مع الأمور بتعقل كبير. والأول هو الرجل والثاني هو المرأة؛ فكما أننا لا نستنقص من الرجل عندما نقول عنه إنه قليل العاطفة وليس مرهف الشعور، كذلك لا نستنقص من المرأة عندما نقول إنها قليلة التعقل وكثيرة المشاعر والأحاسيس. بل الأمر بالعكس تماما؛ فلو وصفنا رجلا بأنه عاطفي جدا ورقيق، كان ذلك ذما له واستنقاصا، ولو وصفنا امرأة بأنها جدية في التعامل وليس لديها شعور مرهف وليست رقيقة ولا تتأثر بما حولها بل تجعل التعقل أساس حياتها، ولا تتعامل بالعاطفة مع أولادها، كان ذلك ذما لها. وأظن أنك -أخي الكريمة- تدركين ذلك جيدا، فلا أظنك تقبلين أن يقول عنك أحد: إنك قليلة المشاعر والعاطفة والرقة! والحاصل: أن المرأة تكمل الرجل، والرجل يكمل المرأة، وبعض الصفاة التي تكون قوية في المرأة هي ضعيفة في الرجل، وبعض الصفات التي تكون قوية في الرجل هي ضعيفة في المرأة، ولا يعني ذلك استنقاصا من أي منهما. ولأجل أن نقرب الفكرة أكثر نقول: من الواضح جدا أن المرأة تختلف في أمور كثيرة عن الرجل، وهذا الاختلاف يكون في جسدها ومظهرها الخارجي، وفي صفاتها النفسانية، وكما أن اختلافها في الصفات الخارجية لا يعني انتقاصا منها، كذلك اختلافها في الصفات النفسية. وكما أننا لو وصفنا واقعها الجسدي، لا نكون قد انتقصنا منها، كذلك إذا وصفنا واقعها النفسي. هل أستنقص من المرأة لو قلت: - المرأة أضعف من الرجل جسديا؟! - المرأة لا تستطيع حمل الأثقال بالمقدار الذي يستطيعه الرجل؟! - المرأة ليس لديها لحية ولا شارب كما للرجل؟! حتما لا! فكذلك لا يوجد أي استنقاص إذا وصفت وضعها النفسي. هذا جواب سؤالكم الأول. أما الثاني فنرجو إرساله في سؤال آخر كي لا نطيل الجواب. وفقكم الله لكل خير..

6