نازحة الى الحجة💚 ( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

ممكن تذكرون لنا تقسيم العوالم التي يمر بها الانسان ؟ لو سمحتم (ونبذة مختصره عن كل عالم )؟؟ولكم جزيل الشكر والاحترام


١/عالم الذر؛ يُصطلح على وجود الإنسان قبل عالمنا بـ (عالم الذر) أو (عالم الاشهاد) او عالم (أَلستُ)كما في الآية المباركة: «4وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ» [الأعراف: 172] . يقول الإمام الباقر( عليه السلام) في تفسير هذه الآية: " أخرج من ظهر ادم ذريته الى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم نفسه وأراهم ولولا ذلك لم يعرف احد ربه " وهو عالم خلق الارواح قبل الابدان وقبل خلق ادم عليه السلام ثم عرض عليهم الايمان والولاية لاهل البيت عليهم السلام،ثم بعد ذلك خلق ادم ومنها خلق الانس. والاية الكريمة تتحدث عن أخذ العهد من ذرية آدم، لكن كيف أخذ هذا العهد؟! لم يرد في النص إيضاح في جزئيات هذا الموضوع، إلا أن للمفسرين آراء متعددة تعويلا منهم على الروايات الإسلامية " الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) " ومن أهم هذه الآراء رأيان. 1 - حين خلق آدم ظهر أبناؤه على صورة الذر إلى آخر نسل له من البشر " وطبقا لبعض الروايات ظهر هذا الذر أو الذرات من طينة آدم نفسه " وكان لهذا الذر عقل وشعور كاف للاستماع والخطاب والجواب، فخاطب الله سبحانه الذر قائلا الست بربكم؟! ... المزید فأجاب الذر جميعا: بلى شهدنا. ثم عاد هذا الذر " أو هذه الذرات " جميعا إلى صلب آدم " أو إلى طينته " ومن هنا فقد سمي بهذا العالم بعالم الذر... وهذا العهد بعهد " ألست ُ"؟ فبناء على ذلك، فإن هذا العهد المشار إليه آنفا هو عهد تشريعي، ويقوم على أساس " الوعي الذاتي " بين الله والناس. 2 - إن المراد من هذا العالم وهذا العهد هو عالم الاستعداد " والكفاءات "، و " عهد الفطرة " والتكوين والخلق. فعند خروج أبناء آدم من أصلاب آبائهم إلى أرحام الأمهات، وهم نطف لا تعدو الذرات الصغار، وهبهم الله الاستعداد لتقبل الحقيقة التوحيدية، وأودع ذلك السر الإلهي في ذاتهم وفطرتهم بصورة إحساس داخلي... كما أودعه في عقولهم وأفكارهم بشكل حقيقة واعية بنفسها. فبناء على هذا، فإن جميع أبناء البشر يحملون روح التوحيد، وما أخذه الله من عهد منهم أو سؤاله إياهم: ألست بربكم؟ كان بلسان التكوين والخلق، وما أجابوه كان باللسان ذاته! ومثل هذه التعابير غير قليلة في أحاديثنا اليومية، إذ نقول مثلا: لون الوجه يخبر عن سره الباطني " سيماهم في وجوهم "، أو نقول: إن عيني فلان المجهدتين تنبئان أنه لم ينم الليلة الماضية. ٢/عالم الأصلاب: قال الله تعالى : " فَلْيَنظُرِ الاْنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ". يخرج ماء المني من صلب الرجل وفقرات ظهره ليختلط مع ماء المرأة الذي يخرج من صدرها الى رحمها وتسمية الآية ( الترائب) فهما مختلفان ولكنهما يمتزجان حتى تسميها الآية بلفظ المفرد(ماء دافق) وتعبر عنه بلفظة الأمشاج في الآية الأخرى ( انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج) . ٣/عالم الأرحام: قال الله تعالى: " هُوَ الَّذَي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأّرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا الَهَ الا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " رحم المرأة هو الإناء لمراحل خلقة الانسان الحسية وتكامل أعضائه المادية وكذلك الجوانب الروحية والنفسية فيه أيضا. أما المراحل البدنية والمادية في خلقته فقد قال فيها ربنا تعالى: " يا أيها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء". وتفيد الروايات ان الصفات النفسية تنتقل الى الجنين والطفل من الوالدين ايضا. حتى قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : " أنظر في أي شيء تضع ولدك فان العرق دساس". ويشير الى هذه الحقيقة المقطع الوارد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) : " أشهد انك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها" . ٤/عالم الدنيا: قال الله تعالى: " انا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا انَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ انَّ اللهَ عَلِيمُ خَبِيرُ " . عالم الدنيا هي دارنا التي نتحدث منها ألان، دار يعرفها الكثيرون بالظاهر والإجمال ويعرفها المؤمنون الحقيقيون بالباطن والتفصيل. قال الإمام علي( عليه السلام): " الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار فخذوا من ممركم لمقركم ، وأرحام النساء الحرث كما قال الله تعالى: " نساؤكم حرث لكم" والنطفة كالبذر ، والولادة كالبنت، وأيام الشباب كالنشوء،وأيام الكهولة كالنضج، وأيام الشيخوخة كاليبس والجفاف، فبعد هذه الحالات لا بد من الحصاد". ٥/عالم البرزخ: قال الله تعالى: " وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخُ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " . ذكر المحدث الفيض الكاشاني (قدس سره) في كتابه الوافي: " البرزخ هو الحالة التي تكون بين الموت والبعث الى يوم القيامة وهي مدة مفارقة الروح من هذا البدن المحسوس الى وقت العود اليه اعني زمان القبر، ويكون الروح في هذه المدة في بدنها المثالي الذي يرى الإنسان نفسه في النوم ، وقال النبي(صلى الله عليه واله وسلم): " النوم اخ الموت" وقال (صلى الله عليه واله وسلم): يا بني عبد المطلب ان الرائد لا يكذب أهله والذي بعثني بالحق تموتن كما تنامون وما بعد الموت دار أما الى الجنة او الى النار ". ٦/عالم البعث والحشر: قال الله تعالى: " وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ " . قال الله تعالى ردا على المنكرين ليوم المعاد والعودة الى الأبدان لحشرها كما نحن في الدنيا.. " وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم" . وفي الأحاديث نقرأ قول النبي الأكرم(صلى الله عليه واله وسلم): " لا يؤمن عبدا حتى يؤمن بأربعة: حتى يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، واني رسول الله بعثت بالحق ،وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت، وحتى يؤمن بالقدر" . ومن حديث للإمام زين العابدين( عليه السلام): " عجبا كل العجب لمن أنكر الموت وهو يرى من يموت كل يوم وليلة، والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة الآخرة وهو يرى النشأة الأولى" . ٧/عالم الخلود في الجنة او النار: قال الله الخالق الحكيم: " وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجِنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا ما دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الاََّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذِ ". قال الهروي قلت للإمام الرضا (عليه السلام) : يا بن رسول الله اخبرني عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان ؟ فقال (عليه السلام): نعم وان رسول الله قد دخل الجنة لما عرج به الى السماء، فقلت له: فان قوما يقولون إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقين ، فقال (عليه السلام): ما أولئك منا ولا نحن منهم ،من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وكذبنا ، وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنم ، قال الله تعالى: " هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون* يطوفون بينها وبين حميم آن" .

6