logo-img
السیاسات و الشروط
ghazi ( 29 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

خروج الزهراء صلوات الله عليها في الحروب

ذكر سماحة السيد رشيد الحسيني ان الزهراء كانت تخرج في بعض الحروب .. ففي اي حرب خرجت الزهراء صلوات الله عليها مع الرسول صلى الله عليه واله وما كان دورها على وجه الدقة ؟ ولو تفضلتم علينا بالمصدر جزاكم الله خيرا


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في كتاب الأسرار الفاطمية - الشيخ محمد فاضل المسعودي - الصفحة ٣٥٩-٣٦٠: يمكن أن نعرف شخصيتها من خلال مواقفها لأن الموقف عمل والعمل ما هو إلا انعكاس لطبيعة شخصية الفرد وهذا ما أثبته التاريخ الإسلامي لفاطمة (عليها السلام) حيث أخبرنا بمواقفها الفذة في جميع الحالات التي مرت بها. فعندما كانت قريش تؤذي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتتعرض له بأنواع المواجهة كانت الزهراء (عليها السلام) تقف إلى جانبه صابرة محتسبة، فيدخل إلى البيت وقد حثى الكافرون التراب على رأسه الشريف، فتستقبله الزهراء (عليها السلام) وتغسل التراب عن رأسه وهي باكية، فيقول لها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تبكي فإن الله ناصر أباك. وعندما رمى أبو لهب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بروث البقر اندفعت فاطمة (عليها السلام) لتذب عن أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتسمع أبا لهب من الكلام ما يتوقف خلاله من الاندفاع بالسخرية برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). كما أنها (عليها السلام) التحقت بأبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد هجرته إلى المدينة مجازفة بحياتها ومضحية بروحها في سبيل نصر الإسلام وإعزاز مبادئه المثلى، ولا يمكن أن يغفل دورها في الوقوف إلى جانب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أيام دعوته المباركة، تؤنسه وتزيح عنه الهموم والآلام، وتعيد البسمة إلى وجهه المبارك إذا اشتدت عليه الخطوب. أضف إلى مواقفها الرسالية أيام الحروب وهي صغيرة السن بعد، ففي معركة أحد تكسر رباعية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويشج جبينه، فتقبل الزهراء (عليها السلام) لتغسل وجهه، وتزيل الدماء عن محياه، وتعالج نزيف جراحاته، فقد جاء في صحيح مسلم: " قال سهل بن سعد: جرح وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة عن رأسه، فكانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تغسل الدم، وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمحن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ". ونقل أبي نعيم في (حلية الأولياء) عن أبي ثعلبة أنه قال: " قدم رسول الله من غزاة له، فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين، ثم خرج فأتى فاطمة (عليها السلام) فبدأ بها قبل بيوت أزواجه، فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وجعلت تقبل عينيه ووجهه وتبكي " والأعجب من ذلك أن فاطمة (عليها السلام) كانت تهئ لأبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) السلاح في المعركة التي جرت في اليوم القادم. وفي معركة الخندق تقبل على أبيها بأقراص من الخبز معدودة بعد أن بقي أياما بلا طعام، فجاء في ذخائر العقبى: " روي عن علي (عليه السلام) في حفر الخندق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن فاطمة (عليها السلام) جاءت إليه بكسرة من خبز فرفعتها إليه فقال: ما هذه يا فاطمة؟ قالت: من قرص اختبزته لابنتي جئتك منه بهذه الكسرة. فقال: يا بنية أما أنها لأول طعام دخل في فم أبيك منذ ثلاث ". دمتم في رعاية الله

3