الدجيلي ( 30 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الاباحية والاستمناء

كيف أتخلص من مشاهدة الأفلام الاباحية والاستمناء؟


إن شعورك بالذنب ورغبتك في التخلص من هذه العادة السيئة يساعدك في الحلّ، ولتعلم علم يقين أن الحل ممكن وفي متناول يدك، لكنه يحتاج لعزيمة قوية وهمّة عالية، وقد أودع الله في الإنسان من القوى ما تهدّ الجبال، لكن الكثير من الناس غافل عما بداخله من طاقة جبارة، ويمكن أن تبدأ الحل من الآن. أنصحك بالأمور التالية: أولا: الاطلاع على الأحاديث الواردة عن العادة السرية والمعبّر عنها (بالخضخضة) لتتضح لك حقيقة الذنب. ومنها: ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الخضخضة فقال: (إثم عظيم، قد نهى الله عنه في كتابه، وفاعله كناكح نفسه، ولو علمت بما يفعله ما أكلت معه). وعن الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكّيهم، ولهم عذاب أليم: …، والناكح نفسه، والمنكوح في دبره. فلو تأملت في هذه الأحاديث وغيرها لشعرت بعظم الجرم، وما فيه من الجرأة على الله تعالى، وما يتبعه من العذاب وسوء العاقبة. يقول الإمام علي عليه السلام: (اذكروا انقضاء اللذات وبقاء التبعات)، فهي لذة سرعان ما تذهب، وتبقى الآثام تسوّد صحيفة فاعلها. ثانياً: التعرف على الآثار السلبية المترتبة على هذه العادة السيئة، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن العادة السرية لها آثار عضوية ونفسية سيئة لا تحمد عقباها. ومما ورد في ذلك: (1) العجز الجنسي (سرعة القذف، ضعف الانتصاب، فقدان الشهوة). ينسب الكثير من المتخصصين تناقص القدرات الجنسية للرجل من حيث قوة الانتصاب، وعدد مرات الجماع، وسرعة القذف، وكذلك تقلص الرغبة في الجماع، وعدم الاستمتاع به للذكور والإناث إلى الإفراط في ممارسة العادة السرية. (2) الإنهاك والآلام والضعف:- كذلك ما تسبّبه من إنهاك كامل لقوى الجسم، ولا سيما للأجهزة العصبية والعضلية، وكذلك مشاكل وآلام الظهر والمفاصل والركبتين، إضافة إلى الرعشة وضعف البصر، وذلك كله قد لا يكون ملحوظا في سنّ الخامسة عشرة وحتى العشرينات مثلاً، إلا أنه وفي سنّ تلي هذه المرحلة مباشرة تبدأ القوى تخور، ومستوى العطاء في كل المجالات يقلّ تدريجياً. (3) الشتات الذهني وضعف الذاكرة:- ممارس العادة السرية يُفقد القدرة على التركيز الذهني، وتتناقص لديه قدرات الحفظ والفهم والاستيعاب حتى ينتج عن ذلك شتات في الذهن، وضعف في الذاكرة، وعدم القدرة على مجاراة الآخرين وفهم الأمور فهما صحيحا. (4) استمرار ممارستها بعد الزواج:- يظنّ الكثيرون من ممارسي العادة السرية ومن الجنسين أن هذه العادة هي مرحلة وقتية حتّمتها ظروف الممارسين من قوة الشهوة في فترة المراهقة والفراغ وكثرة المغريات، إلا أن هذا الاعتقاد يعدّ من الاعتقادات الخاطئة، فالواقع ومصارحة المعانين أنفسهم أثبتت أنه متى ما أدمن الممارس عليها فلن يستطيع تركها بعد الزواج، بل إن البعض قد صرّح بأنه لا يجد المتعة في سواها، حيث يشعر كل من الزوجين بنقص معين ولا يتمكنا من تحقيق الإشباع الكامل، مما يؤدى إلى نفور بين الأزواج، ومشاكل زوجية قد تصل إلى الطلاق. (5) شعور الندم والحسرة:- من الآثار النفسية التي تخلّفها هذه العادة السيئة الإحساس الدائم بالألم والحسرة، حيث يؤكّد أغلب ممارسيها على أنها وإن كانت عادة لها لذة وقتية ( لمدة ثوان ) تعوّد عليها الممارس، وغرق في بحورها دون أن يشعر بأضرارها وما يترتب عليها، إلا أنها تترك لممارسها شعوراً بالندم والألم والحسرة فوراً بعد الوصول أو القذف وانتهاء النشوة؛ لأنها على الأقل لم تضف للممارس جديدا. (6) تعطيل القدرات:- وذلك بتولد الرغبة الدائمة في النوم، أو النوم غير المنتظم، وضياع معظم الوقت ما بين ممارسة للعادة السرية، وبين النوم لتعويض مجهودها، مما يترتب عليه الانطواء في معزل عن الآخرين وكذلك التوتر والقلق النفسي. ثالثاً: بادر بالوضوء وصل لله ركعتين بنية الاستغفار، وبعد الانتهاء من الركعتين اقرأ دعاء التوبة الوارد في الصحيفة السجادية. رابعاً: حاول أن تشغل وقتك بالاشتراك في الأعمال الثقافية الدينية أوالاجتماعية التي تخدم من خلالها أبناء مجتمعك مع أي مجموعة تنسجم معها. خامساً: قم بوضع برنامج عملي لتقوية إرادتك وشخصيتك؛ لتكون أكثر عزيمة وتصميماً في مواجهة هذه العادة. يقول الإمام علي(عليه السلام): (من كرمت عليه نفسه هانت عليه الشهوات). فكلما كان تقديرك لذاتك واحترامك لها أكبر كلما ترفّعت عن سيئات الأعمال وقبائحها. ومن أمثلة ذلك: ١- تحديد عدد ساعات النوم والمطالعة، والإصرار على التنفيذ وعدم التراجع. ٢- الالتزام بقراءة القرآن الكريم بصورة يومية. ٣- الوضوء قبل النوم. وغيرها من الأعمال التي تراها مناسبة لك. هذا بالنسبة إلى الاستمناء. أما بالنسبة إلى الإدمان على مشاهدة الأفلام الإباحية، ومواقع الإنترنت الإباحية فإنه يشكّل مشكلة أخلاقية ودينية كبيرة، حيث تعدّ الأفلام الإباحية واحدة من المصائب التي وقعت على الأمة الإسلامية، والتي يهدف منها أهل الفساد والإفساد في الأرض هدم دعائم الإسلام، وزعزعة المسلمين، وإضعاف عزيمتهم، وشغلهم عن الهدف الأسمي الذي خلقهم الله -تبارك وتعالى من أجله-، ولا عجب في أن ذلك ديدن أهل الفساد؛ فقد وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز: (وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).[ المائدة، آية:64]، كما أن الأفلام الإباحية تؤدي إلى قسوة القلب، والغفلة عن ذكر الله تعالى، وقد توصل إلى الفواحش الكبرى،ويضاف إلى الضرر الديني للأفلام الإباحية العديد من الآثار السيئة والأضرار على صحة الإنسان البدينة والنفسية، فهي توهن الجسد وتلحق الشعور بالعار وتأنيب الضمير وإضعاف ثقة المرء بقوته وعزيمته على تركها. وفيما يأتي بعض النصائح التي تفيد في الإقلاع عن الذنوب بشكل عام وعن ذنب مشاهدة الأفلام الإباحية بشكل خاص: ١- استشعار رقابة الله -سبحانه وتعالى- على الإنسان في سره وعلنه. ٢- تذكر حكم مشاهدة الأفلام الإباحية وحرمتها وأضرارها الدينية والنفسية والجسدية. ٣- الاستعانة بالصحبة الصالحة وترك رفقاء السوء. ٤- الإكثار من الطاعات. ٥- تجنب الخلوات. ٦- تذكر وصية الله -جل وعلا- لعباده: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).[١٠] ونكر لكم هنا مجموعة من الخطوات للتخلص من هذا الإدمان: ١- قم بحذف جميع الفيديوهات والصور الإباحية الموجودة في الكمبيوتر أو الموبايل ونحوهما من الأجهزة؛ فوجودها سيغريك باستعمالها، ويصعّب عليك التخلص من الإدمان على مشاهدتها. ٢- حافظ على نفسك مشغولا، واملأ ساعات يومك بأنشطة مفيدة. ٣- ثبّت برنامجا لمكافحة المواد الإباحية على جهاز الكمبيوتر الخاص بك والأجهزة المحمولة، وهناك العديد من البرامج المتاحة لهذا الغرض. ٤- لا تستخدم الإنترنت إلا لهدف معين، مثل الاتصال، أو البحث عن كتاب معين، أو شراء أغراض محددة. لا تدخل للإنترنت دون هدف؛ فالفراغ قد يسحبك لزيارة موقع إباحي. ٥- حاول التعرف على المحفزات التي تدفعك لمشاهدة المواد الإباحية، مثل شعورك بالملل أو التوتر أو الإجهاد، أو للتعامل مع ضغوط الامتحانات، وطوّر وسائل صحية أخرى بديلة للتعامل مع هذه المحفزات. فمثلا عند شعورك بالتوتر من الدراسة حاول ممارسة الرياضة في الهواء الطلق. ٦- قد يكون من أسباب مشاهدة المواد الإباحية معاناة الشخص من مشاكل في العلاقة الجنسية الحالية مع زوجه؛ صارح زوجك واعمل على حل أي إشكاليات. فمن المفروض أن تكون العلاقة الجنسية بين الزوجين مشبعة لهما وتشعرهما بالسعادة. ٧- اقض المزيد من الوقت الترفيهي مع العائلة. ٨- تجنّب المواقع والبرامج غير القانونية والتي تحتوي عادة على إعلانات إباحية قد تجذبك. ٩- لا تلم نفسك إذا فشلت في التخلص من الإدمان، وعليك أن تجرب وتحاول مرارا. وفقك الله لكل خير وصلاح.

37