( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الشائعات

السلام عليكم هل ان هناك وجود فعلي للتابعه والمس والسحر وهاي الامور؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. السحر لا شك فيه لذكره في القرآن والروايات، وما نشاهده في الواقع الذي يحصل لكثير من الناس بسبب السحر! قال العلامة في تفسير الميزان: «قوله تعالى : {ومن شر النفاثات في العقد} أي النساء الساحرات اللاتي يسحرن بالعقد على المسحور وينفثن في العقد . وخصت النساء بالذكر لان السحر كان فيهن ومنهم أكثر من الرجال ، وفي الآية تصديق لتأثير السحر في الجملة ، ونظيرها قوله تعالى : في قصة هارون وماروت: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}، ونظيره ما في قصة سحرة فرعون». وقال السيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره) - مصباح المنهاج: كتاب التجارة، ص205-: «إلا أن يبلغ أثر السحر حدّ الضرر أو الحرج المعتد به وينحصر دفعه بالتعلم، فيجوز». وقال: «الظاهر عدم اختصاصه بما يوجب الوقوع في الوهم، وأنه قد يؤثر آثاراً حقيقية، كعجز الزوج عن وطء زوجته، والتباغض بين المتحابين، والعكس، من دون أن يرجع إلى التمويه والوهم». وأما المس ونحوه فتدل عليه بعض النصوص: قال العلامة في الميزان في تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ}: «التشبيه -أعني قوله : الذي يتخبطه الشيطان من المس- لا يخلو عن إشعار بجواز تحقق ذلك في مورد الجنون في الجملة ، فان الآية وإن لم تدل على أن كل جنون هو من مس الشيطان لكنها لا تخلو عن إشعار بأن من الجنون ما هو بمس الشيطان ، وكذلك الآية وإن لم تدل على أن هذا المس من فعل إبليس نفسه فان الشيطان بمعنى الشرير ، يطلق على إبليس وعلى شرار الجن وشرار الانس ، وإبليس من الجن ، فالمتيقن من إشعار الآية ان للجن شأنا في بعض الممسوسين ان لم يكن في كلهم». وروى ابن شهر آشوب في (مناقب آل أبي طالب): أن الإمام السجاد (عليه السلام) أخبر أبا خالد الكابلي عن بنت لرجل من أهل الشاب قد أصابها «عارض من أهل الأرض» ثم قال له: «يا أبا خالد فخذ باذن الجارية اليسرى ثم قل: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد، ففعل أبو خالد ما أمره فخرج منها فأفاقت الجارية». وروى ابن سابور الزيات في (طب الأئمة) عن النبي (صلى الله عليه وآله): « أكثروا من الدواجن في بيوتكم يتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم»، وعن الإمام الباقر عليه السلام: «أنه شكا إليه رجل من المؤمنين فقال يا بن رسول الله ان لي جارية تتعرض لها الأرواح فقال عوذها بفاتحة الكتاب والمعوذتين عشرا عشرا ثم اكتبه لها في جام بمسك وزعفران واسقها إياه ويكون في شرابها ووضوؤها وغسلها ففعلت ذلك ثلاثة أيام فذهب الله به عنها». وأما التابعة فقد ورد ذكرها في الروايات، حيث روى الكافي -بسند معتبر عند السيد الخوئي (قدس سره) إلا أنه ضعيف على المشهور- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مروا القابلة أو بعض من يليه أن يقيم الصلاة في أذنه اليمنى فلا يصيبه لمم ولا تابعة أبدا». لكن لابد من التنبه إلى أن كثيرا من الحالات التي ينسبها الناس إلى الجن والسحر ونحوه، هي في الحقيقة حالات نفسية يكون علاجها عند الأطباء. وكذلك لابد من التنبه إلى أن كثيرا من الدجلة والسحرة يستغلون الناس باسم هذه القضايا ليأخذوا الأموال منهم. أجارنا الله وإياكم من أضرار السحر والجن والشياطين بحق محمد وآله الطاهرين.