السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) سورة القصص
لماذا قال جعلناهم هل يعني أنه لايجبرهم على الحق أو أنه املى لهم ليزادو إثمًا
وهل جعل الظالمين الأئمةيدعون الى النار اي التمكين لهم من الله ام انه استدراج
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣٨:
قوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون)
ومعنى جعلهم أئمة يدعون إلى النار، تصييرهم سابقين في الضلال يقتدى بهم اللاحقون ولا ضير فيه لكونه بعنوان المجازاة على سبقهم في الكفر والجحود وليس من الاضلال الابتدائي في شئ.
وقيل: المراد بجعلهم أئمة يدعون إلى النار تسميتهم بذلك على حد قوله:
(وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) الزخرف: 19.
وفيه أن الآية التالية على ما سيجئ من معناها لا تلائمه. على أن كون الجعل في الآية المستشهد بها بمعنى التسمية غير مسلم.
وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٨-٣٣٩:
ثم يضيف القرآن قائلا في شأنهم: وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون.
هذا التعبير أوجد إشكالا لدى بعض المفسرين، إذ كيف يمكن أن يجعل الله أناسا أئمة للباطل؟!
ولكن هذا الأمر ليس معقدا.. لأنه أولا.. إن هؤلاء هم في مقدمة جماعة من أهل النار، وحين تتحرك الجماعات من أهل النار، فإن هؤلاء يتقدمونهم إلى النار! فكما أنهم كانوا في هذه الدنيا أئمة الضلال، فهم في الآخرة - أيضا - أئمة النار، لأن ذلك العالم تجسم كبير لهذا العالم!.
ثانيا.. كونهم أئمة الضلال - في الحقيقة - نتيجة أعمالهم أنفسهم، ونعرف أن تأثير كل سبب هو بأمر الله، فهم اتخذوا طريقا يؤدي بهم إلى الضلال وينتهي بهم إلى أن يكونوا أئمة الضالين، فهذه حالهم في يوم القيامة!.
ولمزيد التأكيد يصور القرآن صورتهم وماهيتهم في الدنيا والآخرة!
وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين! (1) لعنة الله معناها طردهم من رحمته، ولعنة الملائكة والمؤمنين هي الدعاء عليهم صباحا ومساء..
وفي كل وقت. وأحيانا تشملهم اللعنة العامة. وأحيانا يأتي اللعن خاصة لبعضهم. حيث أن كل من يتصفح تأريخهم يلعنهم، ويتنفر من أعمالهم.
وعلى كل حال فإن سوء أعمالهم في هذه الدنيا، هو الذي قبح وجوههم في الدار الآخرة " يوم القيامة "، لأنه يوم البروز ويوم هتك الحجب.
دمتم في رعاية الله