وسام العابد ( 28 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

قال تعالى (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) سورة الحج اية 47 وقال تعالى ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) سورة المعارج اية 4 سؤالي هو ما المدة الزمنية بين حياتنا الدنيا وبين الاخرة؟ وكيف يتم حساب اليوم الواحد عند الله الذي يعادل الف سنة من حياتنا آلدنيا سؤالي الثاني ما الفرق بين الايتين مرة ذگرة الله العذاب في اليوم الواحد قدره الله عز وجل بالف سنه مما نعد او تعدون حسب تعبير القران ومرة ذگر اعراج الملائكة بيوم مقداره خمسين الف.


ج/الاخرة غير معلومة الوقت حتى نعرف الوقت المتبقي وكم سنة هو،فلايعلمها الا الله تعالى. ج/يتضح لكم من تفسير الايتين ادناه. ١/تبين الاية صورة أُخرى لجهل الأغبياء وعديمي الإيمان فتقول: (ويستعجلونك بالعذاب) فردّ عليهم ألاّ تعجلوا (ولن يخلف الله وعده). و "العجول" هو من يخشى فوات الفرصة من يده، وإنتهاء إمكاناتها. أمّا الله القادر على كلّ شيء منذ الأزل، فلا حاجة له بالعجلة، فهو قادر دوماً على الوفاء بما عد، فلا فرق عنده بين الساعة واليوم والسنة: (وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون). وسواء أكان حقّاً أم باطلا تكرارهم القول: لماذا لم ينزل الله علينا البلاء. فليعلموا أنّ العذاب يترقّبهم وسينزل عليهم قريباً.فإن أمهلهم الله، فإنّ ذلك ليعيدوا النظر في أعمالهم، وسيغلق باب التوبة بعد نزول العذاب ولا سبيل للنجاة حينذاك. وهناك تفاسير أُخرى لعبارة (وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون) غير ما ذكرنا (وهو تساوي اليوم الواحد والألف سنة بالنسبة إلى قدرته تعالى) منها: قد يلزم ألف عام لإنجازك عملا ما، والله تعالى ينجزه في يوم أو بعض يوم، لهذا فإنّ عقابه لا يحتاج إلى مقدّمات كثيرة. وتفسير آخر يقول: إنّ يوماً من أيّام الآخرة كألف عام في الدنيا، وإنّ جزاء ربّك وعقابه يزداد بهذه النسبة، لهذا نقرأ في الحديث التالي: "إنّ الفقراء يدخلون الجنّة قبل الأغنياء بنصف يوم، خمسمائة عام. ٢/تعرج الملائكة والرّوح إليه - أي إلى اللّه - في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) المشهور أنّ المراد من عروج الملائكة هو العروج الروحي، وليس العروج الجسمي، يعني أنّهم يسرعون في التقرب إلى المقام الإلهي وهم مهيّئون لإستلام الأوامر في ذلك اليوم الذي يراد به يوم القيامة، وكما قلنا سابقاً في تفسير الآية (17) من سورة الحاقة من أنّ المراد من الآية (والملك على أرجائها) هو اليوم الذي يجتمعون فيه في السماء ينتظرون لتنفيذ ما يأمرون. والمراد بالرّوح هو (الرّوح الأمين) وهو أكبر الملائكة، وهذا ما اُشير إليه أيضاً في سورة القدر حيث يقول تعالى: (تنزل الملائكة والرّوح فيها بإذن ربّهم من كلّ أمر) ومن الطبيعي أنّ الرّوح لها معان مختلفة بحسب تتناسب مع القرائن الموجودة، فمن الممكن أن يعطي في كلّ موضوع معنى خاص، والرّوح يراد به روح الإنسان، وكذا يراد منه القرآن، وبمعنى روح القدس، وبمعنى ملك الوحي، كلّ ذلك من معاني الرّوح، وهذا ما يشار إليه في بقية آيات القران. وأمّا المراد بكون (خمسين ألف سنة) هو ذلك اليوم الذي بحيث لو وقع في الدينا كان مقداره خمسين ألف سنة من سني الدينا، وهذا لا ينافي ما جاء في الآية (رقم 5) من سورة السجدة من إنّ ذلك يوم مقداره ألف سنة، ولأجل ذلك ذكر في الرّوايات أنّ ليوم القيامة خمسين موقفاً، وكلّ موقف منه يطول بمقدار ألف سنة.(2) واحتمل البعض أيضاً أنّ هذا العدد (خمسين ألف سنة) للكثرة لا العدد، أي أنّ ذلك اليوم طويل جدّاً. على أيّ حال فقد كان هذا ما يخصّ المجرمين والظلمة والكفار، ولهذا روي في حديث عن أبي سعيد الخدري أنّه سأل سائل من النّبي (ص) بعد نزول هذه الآية عن طول ذلك اليوم؟ فقال: "والذي نفس محمّد بيده إنّه ليخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدينا"

1