وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنّ أفضل خدمة تقدّمونها لسيد الشهداء (عليه السلام) هي الالتزام بطاعة الله تعالى في جميع شؤون حياتكم، والتخلّق بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام)، كالالتزام بالحجاب الشرعي، وعدم النظر المحرّم، وعدم مشاهدة ما يخلّ بالحياء، وطاعة الوالدين وبرّهم، وصلة الأرحام، وتحمّل أذاهم، والإحسان إلى الناس، والصلاة في أول الوقت، والتثقّف بعلوم أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وحسن المعاشرة مع الزوج، وتريبة الأطفال تربية دينية، وما إلى ذلك من الأمور الكثيرة التي تظهر فيها الخدمة الحقيقية.
وقد يخفى على كثير من الناس أنّ هذه من أهم الأمور التي أمرنا بها أهل البيت (صلوات الله عليهم)؛ فيحسبون أنّ الخادم هو مَن يلطم أو ينعى أو يُقيم المجالس، وإن كان عاصياً لله تعالى! كيف وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): "ليس منّي مَن استخفّ بصلاته، ولا يرد عليّ الحوض لا والله، ليس منّي مَن شرب مسكراً، لا يرد عليّ الحوض لا والله".(الحر العاملي،وسائل الشيعة:ج٤،ص٢٥).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) - لجابر الجعفي -: "يا جابر، بلّغ شيعتي عنّي السلام، وأعلمهم أنّه لا قرابة بيننا وبين الله (عزّ وجلّ)، ولا يُتقرّب إليه إلّا بالطاعة له، يا جابر، مَن أطاع الله وأحبنا فهو ولينا، ومَن عصى الله لم ينفعه حبنا… والله ما معنا من الله براءة، ولا بيننا وبين الله قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا نتقرّب إلى الله إلّا بالطاعة، فمَن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولايتنا، ومَن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغتروا، ويحكم لا تغتروا!".(الطوسي، الأمالي:ص٢٩٦).
نعم، لا شك أنّ من موارد طاعة الله تعالى هي خدمة سيد الشهداء (عليه السلام) في النعي والبكاء وإقامة المجالس وحضورها ونحو ذلك ممّا يقوم به المؤمنون.
وهذه الأمور لا بدّ من العناية بها من الرجال والنساء، كل واحد على حسب ما يستطيعه، كإقامة المجالس العامة، وتذكير العائلة بمصاب أهل البيت (عليهم السلام)، وتوعيتهم على القضية الحسينية، وتعليمهم أحاديثهم (عليهم السلام) وإقامة المجالس البيتية، وقراءة زيارة عاشوراء قراءة جماعية.
وفقكم الله لكل خير..