logo-img
السیاسات و الشروط
( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

التثاقل وقت الصلاة

السلام عليكم ماهو حل التثاقل عند الصلاة او الكسل او يحس الإنسان نفسه ثقيل او عدم الرغبه في الصلاة والعياذ بالله جزاكم الله خير الجزاء


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز.. الأسباب لذلك كثيرة نذكر جملة منها: أولا: عدم إدراك أهمية الصلاة؛ فإن من يدرك أهميتها وأهمية الإتيان بها في أول وقتها، ومدى نهي الشرع عن الاستخفاف بها، فهذا بطبيعة الحال سوف يندفع إلى الاهتمام بها، ورعاية وقتها. وأهم الطرق التي تجعلنا ندرك أهمية الصلاة هو الاطلاع على النصوص الشرعية الواردة في شأنها، والتأمل في تلك النصوص مع ملاحظة تقصيرنا في عدم الأخذ بالتعاليم الواردة فيها. قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}، {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}، {أَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}، {وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}. وعن النبي (صلى الله عليه وآله): 1) الصَّلاةُ عَمودُ الدّينِ، وفيها عَشرُ خِصال: زَينُ الوَجهِ، ونورُ القَلبِ، وراحَةُ البَدَنِ، وأُنسُ القُبورِ، ومُنزِلُ الرَّحمَةِ، ومِصباحُ السَّماء، وثِقلُ الميزانِ، ومَرضاةُ الرَّبِّ، وثَمَنُ الجَنَّةِ، وحِجابٌ مِنَ النّارِ، ومَن أقامَها فَقَد أقامَ الدّينَ، ومَن تَرَكَها فَقَد هَدَمَ الدّينَ. 2) لما أسري بي إلى السماء مضيت بأقوام ترضخ رؤوسهم بالصخر فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين ينامون عن صلاة العشاء». 3) ما بين المسلم وبين أن يكفر إلا أن يترك الصلاة الفريضة متعمدا أو يتهاون بها فلا يصليها. 4) إن عمود الدين الصلاة: وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم فإن صحت نظر في عمله وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله. 5) ليس مني من استخف بصلاته، ولا يرد علي الحوض لا والله، ليس مني من شرب مسكرا لا يرد علي الحوض لا والله. وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: «تَعَاهَدُوا أَمْرَ الصَّلَاةِ وَحَافِظُوا عَلَيْهَا وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا وَتَقَرَّبُوا بِهَا فَإِنَّهَا كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ حِينَ سُئِلُوا: ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ» وسقر واد في جهنم كما ورد عن الصادق (عليه السلام): «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً لِلْمُتَكَبِّرِينَ يُقَالُ لَهُ سَقَرُ شَكَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شِدَّةَ حَرِّهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَتَنَفَّسَ فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ». وعن الإمام الصادق (عليه السلام): 1- أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن قبلت قبل سائر عمله، وإذا ردت رد عليه سائر عمله. 2- إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة. ثانيا: عدم استشعار أن الله تعالى يناديك لأدائها، وأنت تعرض عنه وتؤجل جوابه في كل لحظة! فإن النداء يحق ست مرات في الأذان بقول المؤذن: (حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على خير العمل) مرتين مرتين، وأنت تسمع ولا تلبي نداء ربك! من يستعر أن الله تعالى يناديه للصلاة فلا شك أن يخجل من نفسه إذا تهاون فيها، ويسارع لأدائها! ثالثا: الذنوب؛ فإن للذنوب آثارا سلبية عديدة على الإنسان، ومنها عدم الرغبة في الطاعات وعدم حبها والجذب إليها، بخلاف المعاصي. ولذا ترى المتقين ينجذبون إلى الصلاة ويشعرون بلذتها ويشتاقون إليها، ويبغضون المعاصي رغم الشهوات الكبيرة التي فيها، بخلاف الفساق العاصين، تجد عندهم النفور من الطاعات، والرغبة في المعاصي! عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم بها صلاة الليل حرم بها الرزق». فعلى العبد أن يراجع نفسه ويرى مدى التزامه بأوامر الله تعالى ونواهيه؛ فيحاول إصلاح ما فسد من أمره. وعادة الإنسان يحسن الظن بنفسه، ولا يرى نفسه يعصي الله تعالى، لكن إذا تأمل في أفعاله بدقة وحاسب نفسه بصدق، سيجد أنه يقع في معاص عديدة، ومن أبرز تلك المعاصي التي لا يخلو منها أغلب الناس: قطع الرحم، وعقوق الوالدين، وترك دفع الخمس ورد المظالم، والنظرة المحرمة (ولو على التلفاز ونحوه) وأذية الآخرين (ولو بالمزاح)، والكذب.. رابعا: الكسل؛ فقد يكون الإنسان كسولا في عموم حياته؛ فلابد أن يعالج هذا المرض عنده. وقد تلكمنا عن ذلك سابقا فابحثوا في الأسئلة عن هذه العبارة: (كيف اتخلص من الكسل). خامسا: أن يرى الإنسان أن انشغالاته الأخرى أهم من الصلاة! وبطبيعة الحال يقدمها عليها! فلابد أن يدرك العبد معنى قوله في الأذان والإقامة: (خير العمل) ولا يشعر في نفسه أن هناك عملا في أعماله الدنيوية أفضل من الصلاة، ويترك كل شيء في يده بمجرد سماع الأذان بل قبله. ومن العبارات اللطيفة في هذا المجال: (لا تقل لصلاتك: عندي عمل! بل قل لعملك: عندي صلاة). سددكم الله وأخذ بأيديكم لما فيه صلاحكم ومرضاته..

4