( 23 سنة ) - العراق
منذ سنتين

المشركون

السلام عليكم … قال تعالى في سورة التوبة الآية 28 : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ … " ماتفسير الآية الكريمة ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٥٨١-٥٨٢: قلنا : إن واحدا من الأمور الأربعة التي بلّغها الإمام علي عليه السلام في موسم الحج في السنة التاسعة للهجرة ، هو أنّه لا يحق لأحد من المشركين دخول المسجد الحرام ، أو الطواف حول البيت ، فالآية محل البحث تشير إلى هذا الموضوع وحكمته ، فتقول أوّلا : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا} . وهل الآية هذه دليل على نجاسة المشرك بالمفهوم الفقهي ، أو لا ؟! هناك كلام بين الفقهاء والمفسّرين ، ومن أجل تحقيق معنى الآية يلزمنا التحقيق في كلمة «نجس» قبل كل شي‏ء ... «النجس» على زنة «الهوس» كلمة ذات معنى مصدري ، وتأتي للتأكيد والمبالغة والوصف . يقول الراغب في مفرداته : إنّ النجاسة والنجس يطلقان على كل قذارة ، وهي‏ على نوعين : قذارة حسية ، وقذارة باطنية . ويقول الطبرسي في مجمع البيان : كل ما ينفر منه الإنسان يقال عنه : إنّه نجس. فلذلك فإنّ كلمة نجس تستعمل في موارد كثيرة- حتى في ما لا مفهوم للنجاسة الظاهرية فيه- فمثلا يسمّي العرب الأمراض الصعبة المزمنة أو التي لا علاج لها ب «النجس» كما يطلق على الشخص الشّرير ، أو الساقط خلقيا ، أو الشيخ الهرم ، أنّه نجس . ومن هنا يتّضح أنّه مع ملاحظة ما جاء في الآية- محل البحث- لا يمكن الحكم بأنّ إطلاق كلمة نجس على المشركين تعني أن أجسامهم قذرة كقذارة البول والدم والخمر وما إلى ذلك أو لعقيدتهم «الوثنية» فهي قذارة باطنية ، ومن هنا لا يمكن الاستدلال بهذه الآية على نجاسة الكفار ، بل ينبغي البحث عن أدلة أخرى . ثمّ تعقب الآية على ذوي النظرة السطحية الذين كانوا يزعمون بأن المشركين إذا انقطعوا عن المسجد الحرام ذهبت تجارتهم وغدوا فقراء معوزين فتقول‏ {وإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ} . دمتم في رعاية الله

1