( 16 سنة ) - العراق
منذ سنتين

طريق الايمان

سلام عليكم اني عمري ١٦ واصلي واصوم وخاتمة القرآن والحمدلله ولاكن شكد ما اصلي واصوم وكل رمضان اختم للقران مره او مرتين احس نفسي مقصره بعبادتي شلون أكثر من عبادتي وامشي على طريق الإيمان وطريق الي يرضى لله وأهل البيت ( ع) وطريق يقوي إيماني برب العالمين وأهل البيت ( ع) اتمنة الرد بوضوح


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. ههنا أمور لابد من الالتفات إليها ورعايتها: 1- لابد من التدرج في الأمور العبادية وعدم الضغط على النفس فيها؛ فإن ذلك يوجب -بمرور الزمن- النفرة من النفس تجاه العبادة وقلة الرغبة بها. ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «يا علي إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، إن المنبت يعني المفرط لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما واحذر حذر من يتخوف أن يموت غدا». قال العلامة المجلسي (قدس سره) في شرح آخر الحديث: «أي تأن وارفق ولا تستعجل فان من يرجو البقاء طويلا لا يسارع في الفعل كثيرا أو أن من يرجو ذلك لا يتعب نفسه، بل يداري بدنه، ولا ينهكه بكثرة الصيام والسهر وأمثالهما، واحذر عن المنهيات كحذر من يخاف أن يموت غدا قيل: ولعل السر فيه أن العبادات أعمال وفيها تعب الأركان، وشغل عما سواها، فأمر فيها بالرفق والاقتصاد كيلا تكل بها الجوارح، ولا تبغضها النفس، ولا تفوت بسببها حق من الحقوق فأما الحذر عن المعاصي والمنهيات فهو ترك وإطراح، ليس فيه كثير كد ولا ملالة، ولا شغل عن شيء، فيترك ترك من يخاف أن يموت غدا على معصية الله تعالى». 2- التقرب من الله تعالى لا ينحصر بالعبادات فقط -كما قد يتوهمه البعض- بل كثير من الأمور الاجتماعية تقرب من الله تعالى أضعاف ما تقربه جملة من العبادات، فليس من الصحيح أن يقتصر الإنسان على العبادة البدنية ويجهد نفسه بها، وينسى الجانب الاجتماعي المهم. لعل حلوى صغيرة تعطونها لطفل تكون عند الله تعالى أعظم من ليالي متعددة تقضونها بالعبادة. فلابد من العناية كثيرا بصلة الأرحام وبر الوالدين والصدقة وإدخال السرور على المؤمنين وقضاء حوائجهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الجاهل وتربية الأطفال وما إلى ذلك من هذه الأمور التي لها عظيم الأجر عند الله تعالى. وبالنسبة للمرأة بالخصوص فإن كثيرا من أعمال المنزل لعلها عند الله تعالى أعظم من كثير من العبادة؛ لأنها بكل عمل تعمله -خصوصا لزوجها ولأولادها ولأبويها- تقدم خدمة للآخرين وترفع الكاهل عنهم. 3- الله تعالى لا يريد من العبد العبادة مع ترك الدنيا؛ فإن هذا مذموم؛ فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ليس منّا من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه»، بل ورد عن (صلى الله عليه وآله): «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه»؛ فالله عز وجل يحب أن يأخذ الإنسان بالأمور التي رخصها وجوزها له، كما يحب أن يلتزم بالأمور التي أوجبها عليه أو نهاه عنها. ومن هنا لابد للمؤمن أن يعتني بما تحتاج إليه نفسه من أمور الدنيا، ولا يقصر حاله مع الله تعالى على مجرد العبادة؛ فإن ذلك يؤدي إلى النفور منها مستقبلا، وعدم الإقبال عليها. ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «إن في حكمة آل داود عبرة للعاقل اللبيب: أن لا يشغل نفسه إلا في أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يلقى فيها إخوانه الذين يناجي الذين ينصحونه في نفسه ويخبرونه بعيوبه، وساعة يخلو بين نفسه وبين ربها فيما يحل ويجمل فإن في هذه الساعة عونا على هذه الساعات». 4- كثرة عبادة الله تعالى من دون معرفة وعلم لا قيمة كبيرة لها؛ فلابد من العناية بتعلم علوم الإسلام من الفقه والعقائد والتفسير ونحو ذلك. ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): من عمل على غير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلح»، و«نوم العالم أفضل من عبادة العابد»، و«ركعتان يصليهما العالم أفضل من سبعين ركعة يصليها العابد»، و«نوم مع علم خير من صلاة مع جهل»، و«ساعة العالم يتكئ على فراشه ينظر في علم خير من عبادة سبعين سنة». وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل لان العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة». وفي هذا الزمان -ولله الحمد- باب العلم مفتوح بسهولة للرجال والنساء عبر الحوزات المنتشرة في عدة محافظات، بل حتى على الانترنت. وفقكم الله لكل خير..

3