( 28 سنة ) - العراق
منذ سنتين

وسوسة وحديث نفس

السلام عليكم في السنة الأخير عانيت من وساوس فكرية وحديثا في النفس. في الأمور العقائدية في خصوص ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده المعصومين عليهم السلام فيأتيني الشيطان ويوسوس لي في ذلك ويقول ذلك غير حق وأحاربه بالأدلة حتى أنني صرت أسمع لبعض العامة لأن الشيطان يأتي ويقول لي انتم الشيعة لستم على حق مع أنني أعلم بأننا على حق وتبقى حالة الشك ويسب الشيطان كل ما يحضر في الذهن حتى أعظم الخلائق حاولت عدم الاعتناء لكن ذلك لم ينفع فإن السب والشتم يبقى وهذا الأمر يؤذيني كثيرا فما العمل أرجوكم؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب مما لا شك فيه ان الشيطان عهد على نفسه ان يضلل عباد الله المؤمنين وامثالكم ممن سلك طريق الهداية والثبات على الدين الحق هو مقصد الشيطاان اما الناس الضالة فالشيطان لا يتعب نفسه معهم بل هم من يساعدهم على ضلال انفسهم وضلال الاخرين واما امثالكم ممن صدق مع الله تعالى في ايمانه وعقيدته فلا تتوق ان يتركك الشيطان بحالك كما هو حال جميع المؤمنين فان الشيطان يرمي شباكه عليهم ويفرح يوم يجدهم ضعفوا او استسلموا له والمطلوب من جنابكم ومن كل المؤمنين هو تطوير السبل الدفاعية فان العدو كلما تقوّى واشتد لابد ان نطور نحن من دفاعنا ونكون اشد منه بل نتطور من حالة الدفاع الى حالة الهجوم ويكون خير دفاع هو الهجوم لانه يمنع شر العدو كما يقضي على العدو ويضعفه تماما وابرز سبل الدفاع هو التعلم والتفقه في الدين ومرافقة اهل العلم والمعرفة والادمان على الاستماع لهم فانك ان دخلت حصن العلم والمعرفة فلا يمكن للشيطان ان يخترق هذا الحصن الحصين بل ستجد نفسك شيئا فشيئا ضياء يهتدي بكلامك المؤمنون هذا من جانب ومن جانب اخر اذا دخل على خواطرك واثار فيه هذه الحالة وهي حالة تصوير الاساءة للوجودات النورانية فانت كلما حصلت هذه الحالة استبدل هذه الكلمات بكلمات تليق بهذه الوجودات النورانية بان تخطر في نفسك الصلاة على محمد واله الطاهرين وتخطر في نفسك ان الشيطان شر يريد الضلال للمؤمنين الى ان ينبني كل ما في داخلك على هذه الكلمات الطيبة فان جاءك بغيرها تجد العقل الباطن هو من سيدفعه ويطرده من ساحة نقائك وروحك فتكون قد انشات في داخلك رادعا لا شعوريا يحارب هذه الخطرات الشيطانية وهذا في اوله قد لا يكون سهلا لكن امثال جنابك سوف يهتدي ويجد كل ما هو جيد ونافع في طرد الشياطين وتذكر دائما قول الله تعالى في كتابه الكريم: ((الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً)) (النساء:76) فكيده ضعيف ولا تهتم له فان النصر حليفك بلا شك ولا ريب يقول الله تعالى: ((وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ)) (المائدة:56) واعلم ان الله تعالى معك ((اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ))(البقرة: 257) واعلم دوما ان الشيطان وحزبه لا يمكن ان ينتصروا مادمتم مع الله تعالى بل هم خاسرون بلا ريب ولا شك يقول الله تعالى: ((اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ)) (المجادلة:19) ومن ذكر الله تعالى وكان مع الله بالتاكيد كان الله معه ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) (الرعد:28) فكن واثقا من نفسك وانك قادر على غلبة الشيطان وجنوده فهم اضعف من ان يقدروا على ان يحركوا ويغيروا شيئا من المؤمنين مادام المؤمنون مع ربهم ونبيهم ويهتدون بقرانهم. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

4