احمد كركوكلي الأسمراني ( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

لقب سيد الشهداء

لقب سيد الشهداء مختص بالإمام الحسين (عليه السلام) أم عم الرسول حمزة بن عبد المطلب ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا سيّد الشهداء في المفهوم الإسلامي لقب لحمزة بن عبد المطلب، حيث لقّبه به رسول الله (ص) بعد شهادته في غزوة أحد، واُطلق هذا اللقب بعد واقعة الطف على الإمام الحسين (ع)، وقيل إنه كان لقبا لأشخاص آخرين أيضا. قتل حمزة بن عبدالمطلب في غزوة أحد ومُثّل بجسده،فكان النبي (ص) بعد ذلك يسمّيه بسيد الشهداء،وذُكر حمزة في كثير من المصادر التاريخية والحديثية بهذا اللقب كما ورد في الروايات القاب مشابهة لحمزة كخير الشهداء وأفضل الشهداء وسيد الشهداء في الجنة وسيد شهداء الأوَّلين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء. وقد ورد في زيارة رسول الله (ص) «السَّلامُ عَلى عَمِّك حَمزة سَيدِ الشُّهَداء» ويُقرَأ في زيارة حمزة «السَّلامُ عَلَيك يا عَمَّ رَسولِ اللّهِ وَخيرَ الشُهَداء». ولقب سيد الشهداء ورد في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم مولد الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله)، (السلام عليك يا وصي الأوصياء السلام عليك يا عماد الأتقياء السلام عليك يا ولي الأولياء السلام عليك يا سيد الشهداء… و بعد شهادة الإمام الحسين بن علي (ع) في واقعة عاشوراء شاع استخدام هذا اللقب له (ع)، وقد ورد في بعض الروايات أيضا أن النبي (ص) قال عن الحسين(ع) «إِنه سيد الشهداء من الأولين والآخرين‏» ويحتمل أن يكون استخدام هذا اللقب للحسين (ع) يرجع إلى عصر الإمام الصادق (ع) حيث نقل أن امرأة عراقيّة تسمى أمّ سعيد الأحمسيّة والتي كانت من صحابيات الإمام الصادق (ع) أرادت أن تزور الشهداء في المدينة فقال لها الإمام: «ما أعجبكم يا أهل العراق تأتون الشهداء من سفر بعيد، وتتركون سيّد الشهداء لا تأتونه‏»، فسألت المرأة من هو سيد الشهداء؟ فقال (ع) هو الحسين بن علي (ع).كما ورد في رواية أخرى عنه (ع) أنه قال: إن الحسين سيد الشهداء. وقال بعض العلماء إن حمزة كان سيد شهداء عصره لكن الإمام الحسين (ع) سيد جميع الشهداء على الإطلاق وذكر الشيخ عبد الوهاب الكاشي (رحمه الله )،جوابا ،وحاصله : إنّ للإسلام اصطلاحاً خاصاً ومفهوماً مبتكراً لكلّ مِنْ كلمة شهيد وكلمة سيد ؛ أمّا المفهوم الإسلامي الخاص لكلمة شهيد هو : مِنْ أنّه عبارة عن المسلم الذي يُقتل في سبيل الدفاع عن الإسلام في ساحة القتال بأمر من الرسول أو الإمام أو نائبه الخاص أو العام . وأمّا المفهوم الإسلامي الخاص بالنسبة إلى كلمة سيّد : فهو عبارة عن الأفضلية أو الأكمليّة في الشيء ؛ فسيّد العلماء مثلاً هو أكثرهم علماً وأحسنهم عملاًً وسيد الأنبياء هو أكثرهم فضلاً وأكملهم صفات . . . وهكذا وعلى هذا القياس . فملاك السيادة الإسلاميّة في أيّ شيء من الأشياء إنّما هو في الأكمليّة والأتمّية والأفضلية في ذلك الشيء . ولقد نصّ القرآن الكريم على تعيين هذا الملاك وهذه القاعدة للسيادة الإسلاميّة بقوله تعالى : { أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمْ مَن لاَ يَهِدّي إِلاّ أَن يُهْدَى‏ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [سورة يونس / 35 .] . والخلاصة هي : أنّ السيادة في أيّ شيء إنّما تدور مدار الكمال الذاتي في صفات ذلك الشيء . والشهداء أيضاً طبقة من الناس في العالم قاموا بعمل التضحية بالحياة في سبيل الله تعالى فنالوا صفة الشهادة فالحسين (عليه السّلام) هو الفرد الأكمل في القيام بهذه التضحية كما قدّمنا ؛ لذلك استحقّ مقام السيادة بين كافة الشهداء وهو أمر طبيعي منطقي ليس فيه مبالغة ولا مغالاة . دمتم في رعاية الله

3