نصائح
نصائح لترك العاده السريه بدون الرجوع
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز.. هناك مجموعة من الأمور إذا التزمت بها فإن شاء الله تعالى تتخلص من هذه العادة السيئة القبيحة (الاستمناء). وسيكون الكلام فيها طويلا لكن المسألة تستحق جدا؛ خصوصا أن راحتك النفسية والأخروية فيها: 1- أول تلك الأمور هو التوكل على الله تعالى والالتجاء إليه ودعائه والتضرع له في أن ينجيك مما أنت فيه؛ فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، و{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، و{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. فعليك بتقوية ارتباطك القلبي بالله تعالى والثقة التامة به في أن يعينك على هذه المصيبة. 2- اعزم عزما شديدا على ترك هذا الأمر بأي طريق كان؛ فالعزم أمر أساسي في القيام بأي فعل. وقد ورد في الدعاء: «وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زادِ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍ يَخْتارُكَ بِها»، وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «ما ضعف بدن عما قويت عليه النية»؛ فإذا قويت نيتكم استطعتم أن تصنعوا العجائب. وكذلك قوِّ إرادتك كي تقاوم شهوات نفسك (وسنرفق لك جوابا عن تقوية الإرادة). 3- لعل كثيرا ممن يصاب بهذه العادة يكون مقتنعا مع نفسه أنه لن يستطيع التخلص منها! ومع وجود هذه القناعة لن يتخلص منها فعلا! فلابد من إقناع نفسك بأنك قادر على التخلص منها ولن تستسلم لها ولن تضعف أمامها. وإذا خدعك الشيطان وقال لك إنك مدمن عليها ولا يمكنك التخلص منها أبدا لأن ذلك ليس تحت إرادتك: فقل له: (لو جعلوني في سجن مكشوف أمام الناس بحيث ينظرون إلي في كل الأوقات، فهل كنت أمارس هذه العادة أمامهم؟! حتما لا! إذن فأنا قادر على تركها). 4- هذه العادة القبيحة لها جانبان: جانب اللذة، وجانب القبح والشناعة، فلابد أن ترفع من ذهنك الجانب الأول، وتُرَسّخ الجانب الثاني؛ فإن الشيطان يزين للإنسان القبائح ويجعلها في عينه جميلة؛ فلابد أن يواجه الإنسان ذلك بترسيخ القبح في نفسه كي لا يقدم عليه؛ فإن النفس لا تميل إلى القبيح، لكننا ننظر إلى المعاصي بنظر الإعجاب والرغبة فتتحرك نفسنا إليها؛ فلابد من تغيير هذه النظرة.. ويكفي بالاستمناء قبحا أنه من الفواحش، ويكفي دلالة على ذلك: أن الذي يفعله يتستر على نفسه ولا يرضى أن يُفضح أمام الآخرين، فهذا يعني أنه يدرك أن ما يفعله قبيح! روي أن رجلا سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن الخضخضة [أي: الاستمناء (العادة السرية)]، فقال: هي من الفواحش. ووري عنه (عليه السلام): «ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يَنظُرُ إلَيهِم ولا يُزَكّيهِم ولَهُم عَذابٌ أليمٌ: النّاتِفُ شَيبَهُ، وَالنّاكِحُ نَفسَهُ [أي: الذي يستمني]، وَالمَنكوحُ في دُبُرِهِ». والتعبير عنه بأنه (ينكح نفسه) يكفي لحصول نفور النفس من هذا الفعل القبيح! 5- يذكر الأطباء أن العادة السرية فيها ضرر على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، فعليك أن تُلَقِّنَ نفسك هذه الأضرار وتستحضرها في ذهنك بشكل قوي وراسخ، وتُذَكّر نفسك بها بين الحين والآخر. ومن تلك الأضرار: (1) التهابات واحتقان البروستات.(2) الإنهاك وضعف البنية. (3) ضعف الذاكرة. (4) تشتت الذهن. (5) الشعور بالذنب والحزن والمعناة النفسية بسبب القبيح الذي فعله. (6) انعدام الثقة بالنفس لأن فاعلها يعرف بأن ما ارتكبه خطيئة فيكون محبطا أمام الآخرين الملتزمين دينيا، ولا يكون له الثقة في الإتيان بالطاعات. (7) تضعضُع العلاقة الجنسية مع الزوجة، وعدم حصول المتعة المبتغاة معها. وقد يتصور بعض الشباب أن بإمكانه ترك العادة بعد الزواج بسهولة، لكنه تصور خاطئ؛ فإن البعض قد يستمر عليها حتى عمر طويل بعد الزواج، ولا يجد المتعة مع زوجته؛ فتكون حياته منغصة! (8) العادة تورث الإدمان. وهذا أمر أوضح من أن يحتاج إلى بيان، كما أن خطورته كبيرة على الإنسان. (9) العزلة عن الناس بسبب الإدمان عليها. وغير ذلك من الآثار السلبية التي لا تخفى على أحد. نعم لعل بعض الشباب بسبب قوة صحته مثلا لا يشعر بها في البداية، أو يشعر ولا يعرف أن العادة هي السبب، أو يعرف لكنه لا يريد أن يقنع نفسه بذلك! 6- فكر لو جاءك ملك الموت ليقبض روحك في تلك اللحظة التي تفعل فيها هذا القبيح، فما يكون مصيرك؟! دائما تذكر الموت ولا يغب عن ذهنك يوما واحدا؛ فإذا تذكرته انهدمت شهوتك ولذتك، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ذكر الموت يميت الشهوات في النفس». فعليك بقراءة -أو استماع- الآيات والروايات التي تذكر بالموت والعذاب الأخروي، كما عليك بزيارة القبور بين فترة وأخرى ولا تترك ذلك أبدا؛ خصوصا زيارة القبور الخربة المهدمة؛ فإن تأثيرها في النفس كبير. وكذلك عليك بتشييع الجنائز وحضور دفن الأموات وتغسيلهم، ولا تهمل ذلك أبدا؛ فلن تدرك أهميته إلا بفعله. 7- استحضر في نفسك أن الله تعالى ينظر إليك ويرى ما تفعل، وأن عملك هذا سوف يُعرض على النبي (صلى الله عليه وآله) ويؤذيه، ويعرض على إمام زمانك، فما هو موقفك أمامهم؟! قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}، {أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}، {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}، {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}. وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «مالكم تسوؤن رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فقال رجل: كيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوؤا رسول الله وسروه». وعن الإمام الرضا (عليه السلام): «والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة». فاستحضر دائما في نفسك أن (الاستمناء) سوف يُعرض على الإمام الحجة عجل الله فرجه! فهل لك نفس وطاقة أن تقوم به بعد ذلك؟! بل حاول أن تتصور أنك ترى الله تعالى والنبي (صلى الله عليه وآله) وإمام الزمان أثناء ذلك الفعل، فهل ستفعله؟! عن النبي (صلى الله عليه وآله): «اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه، فإنه يراك». وإذا لم يسهل عليك استحضار كل هذا، فمن السهل أن تشعر أن هناك ملكين يسجلان أعمالك، كما قال تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، فاخجل منهما على الأقل! 8- فكر في غضب الله عليك حين تفعل هذا الفعل، وفكر في موقفك أمامه يوم القيامة عندما تُعرض أعمالك ويحاسبك عليها! تخيل نفسك واقفا بين يديه وهو يقول لك: لماذا عصيتني بنعمتي التي أنعمت بها عليك؟! ألست تفعل هذا القبيح الذي نهيتك عنه بيدك وجسمك وصحتك، وكل هذا من نعمي عليك؛ فاستعنت بنعمتي على عصياني بدلا من شكري! إنه موقف مخجل حقا! وكذلك فكر في الثواب الجزيل على ترك المعصية وعلى الخوف من الله تعالى. قال عز وجل: {فَإِذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}. 9- اجعل لنفسك بدائلَ تفعلها أثناء حصول الإثارة عندك أو التفكير في ارتكاب الحرام. مثلا: اكتب قائمة واجعلها قريبة منك دائما، اكتب فيها ماذا تفعل لو فكرت في الاستمناء؟ فاكتب مثلا: لو فكرت فيه أقوم مباشرة وأسجد لله تعالى، أو أخرج من المنزل للمشي والتنزه، أو أذهب مباشرة إلى والدتي وأتكلم معها في أمور عامة.. وما إلى ذلك من هذه الأمور التي تشغلك عن فعل القبيح. 10- أكثِر من الحضور في الأماكن الدينية، وأن تكون بين المؤمنين؛ فإن ذلك له أثر كبير على استقامة الإنسان. فالتزم بحضور المجالس الحسينية، وصلاة الجماعة، ومصادقة الأشخاص المتدينين، وزيارة الأئمة (عليهم السلام) كل أسبوع مثلا، والاشتراك ببعض المسابقات الدينية وما إلى ذلك. وبالمقابل ابتعد تماما عن أصدقاء السوء ومجالس أهل الدنيا. 11- فكّر في نفسك: لماذا أفعل العادة السرية؟ - إذا كان لأجل الحصول على اللذة والمتعة؛ فأي متعة هذه التي تنقضي في دقائق ويبقى تأنيب الضمير والحزن بعدها باستمرار؟! - وإذا كان لأجل التنفيس عن النفس وترويحها؛ فأي تنفيس هذا الذي يكون معه عذاب الشعور بالذنب والمعصية؟! وهل يرتاح شخص يعصي ربه ويلاحقه الذنب أينما كان؟! 12- مهما أمكن حاول الترويح عن نفسك بمختلف الأمور؛ فإن أمكن السفر فسافر، وإن أمكن الذهاب عند الأقارب فاقض وقتا عندهم، وما إلى ذلك من هذه الأمور التي توجب الراحة للنفس و(كسر الروتين) كما يعبرون، كالتنزه وملاعبة الأطفال. 13- التزم بممارسة الرياضة (ساعة في اليوم) بشكل منتظم؛ فإن الرياضة لها أثر كبير على الراحة النفسية لا يشعر بها إلا من استمر عليها؛ فلا تهملها. 14- اهتم كثيرا بالبكاء مع الله تعالى عند الاعتراف بالذنوب والتقصير (خصوصاً في جوف الليل)، وكذلك البكاء على مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، وإن أمكن إقامة المجلس عليهم فذلك أفضل ولو بمقدار أن تشغل محاضرة فيها نعي وتستمع إليها مع الآخرين بل وحدك إن لم يمكن إلا ذلك. وقضية البكاء لها آثار إيجابية كبيرة على الإنسان. 15- عالج المشاكل الصحية التي تسبب الكآبة، كنقص فيتامين (د) الذي صار شائعا جدا في السنين الأخيرة، وله آثار سلبية جدا على مسألة الكآبة. وإن لزم الأمر أن تراجعوا الطبيب فذلك ضروري. 16- الصدقة وفعل الخيرات وإدخال السرور على الناس -كإخوانك الصغار أو والديك أو أقاربك- فإن ذلك له دخالة في تقويم الإنسان؛ فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: - «سُوسُوا إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ»؛ أي: احفظوا إيمانكم بها. - «وَالَّذِي وسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا وخَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِبِلِ». 17- العقوبة والجائزة.. اجعل عقوبة تعاقب بها نفسك إذا فعلت الاستمناء والعياذ بالله، كأن تصمم مع نفسك على أنك إذا فعلته فتصبح صائما في اليوم التالي، مهما كان الصوم صعبا في ذلك اليوم، أو تسجد سجدة طويلة، أو تتصدق بمبلغ، أو تصلي عشر ركعات، أو تقرأ جزءا من القرآن، ونحو ذلك. (ولا تؤخر العقوبة كي لا يسول لك الشيطان على تركها). وكذلك تجعل لنفسك جائزة إذا نجحت في مقاومتة المعصية، كأن تذهب لمكان ترفيهي إذا قاومت نفسك ولم تفعل المعصية. وأعظم جائزة لك هي أن تشعر باللذة الكبيرة في التغلب على ملذات النفس، وفي إدخال السرور على قلب إمام الزمان (عليه السلام)، فحاول أن تستشعر هذه اللذة العظيمة. 18- اجعل لحياتك هدفا تسعى إلى تحقيقه بجد واجتهاد، بحيث يأخذ مجالا واسعا من فكرك، ويشغلك عما سواه. والمجالات والأهداف كثيرة يمكنك البحث فيها عما يناسبك، كأن يكون هدفك إكمال الدراسة إذا لم تكن أكملتها، أو العمل في بعض المجالات التي فيها فائدة لك أو خدمة للآخرين، أو تعلم علوم أهل البيت عليهم السلام وتقوية الثقافة الدينية، وما إلى ذلك. المهم أن يكون لك هدف نافع تسعون إلى تحقيقه. 19- لا تبق في يومك فراغا أبدا، بل اشغل كل وقت لك بالعمل والنشاط، بحيث إذا أردت النوم تنام بسرعة من التعب والنشاط الذي بذلته فلا تجد وقتا للتفكير بالمعصية. 20- لا تيأس أبدا مهما كررت هذه المعصية، بل ارجع إلى الله تعالى وتُبْ وصمم على عدم العودة إليها؛ فإذا رجعت والعياذ بالله فلا تُصَبْ بالإحباط، بل صمم من جديد على الترك وعد مرة أخرى إليه تعالى. الشيطان يريد منك أن تيأس من رحمة الله تعالى، فلا تطعه. {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. 21- ابتعد عن كل ما يمكن أن يثير الشهوة، خصوصا الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تظهر فيها النساء، وكذلك تجنب الذهاب للأماكن المختلطة. لا أقول لك: لا تنظر بشهوة، فهذا لا شك فيه، بل أقول: ابتعد عن كل ما يمكن أن يثير الشهوة، وإن كان نظرة محللة. قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}. وعن النبي (صلى الله عليه وآله): «غضوا أبصاركم ترون العجائب». وعن الصادق (عليه السلام): «ما اعتصم أحد بمثل ما اعتصم بغض البصر فان البصر لا يغض عن محارم الله إلا وقد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة والجلال». وعن النبي عيسى (عليه السلام): «إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة»، و«إياكم والنظر إلى المحذورات، فإنها بذر الشهوات ونبات الفسق». وإذا كنت لا تأمن على نفسك من استعمال الهاتف ونحوه في الحرام، فلا يجوز لك شرعا اقتناؤه أصلا، وعليك التخلص منه. 22- لا تبق لوحدك في أي مكان يمكن فيه فعل هذه الممارسة. 23- قوِ عقائدك الدينية خصوصا ما يتعلق بقرب الله تعالى منك، والحساب في الآخرة؛ فإن قوة العقيدة لها آثار عظيمة على سلوك الإنسان. 24- عليك بالالتزام بالواجبات وترك المعاصي جميعا خصوصا ما له علاقة بحقوق الناس كقطيعة الرحم وعقوق الوالدين؛ فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}، و{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}. كما عليك بالصلاة في أول الوقت بكامل شروطها؛ فإن {الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}. 25- أكثر من الاستغفار؛ فقد قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وبَنِينَ ويَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ويَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}. وكذلك الصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله)؛ فعن الإمام الرضا (عليه السلام): «من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدما». 26- اجعل قانونا تطبقه بما يتعلق بالنوم: 1. لا تذهب إلى النوم إلا بعد النعاس الشديد جدا؛ فإذا لم تنعس فاخرج للمشي مثلاً إلى أن تتعب وتنعس. 2. لا تصطحب معك الهاتف؛ كي لا تستعمله قبل النوم ويؤخر نومك فيوسوس لك الشيطان أن تفعل المعصية. 3. لا تنم لوحدك في غرفة خاصة. 4. توضأ قبل النوم واقرأ أذكار النوم، من الآيات والأدعية. 5. لا تنم من دون ملابس أو بملابس خفيفة، ولا تلبس اللباس الضيق أو الناعم. 6. لا تجعل يدك قريبة من الأماكن المثيرة في الجسد. 7. إذا جاءتك الشهوة وأنت على الفراش فلا تبق فيه، بل انهض مباشرة واشتغل بعمل ما، كالصلاة أو الوضوء أو قراءة القرآن، أو المشي. 8. ادع الله تعالى قبل الذهاب إلى النوم أن يعينك على نفسك والتغلب على شهوتك. 27- كذلك اجعل قانونا للحمام: 1. لا تتأخر في الحمام، وحدد فترة قصيرة تغتسل فيها وتخرج مباشرة. 2. اقرأ آية الكرسي أثناء الغسل، واشتغل بالذكر من بداية دخول الحمام إلى الخروج منه. 3. الأماكن المثيرة في الجسم اغسلها بسرعة جدا ولا تتأخر فيها. 4. لا تنزع ملابسك بالكامل في الحمام، ولا تنظر إلى جسدك خصوصا في المرآة، وبالأخص الأماكن المثيرة. 5. لا تبق في الحمام بعد الانتهاء من الغسل، بل اخرج مباشرة. لقد أطلنا عليك الجواب، لكن نعلم ما تعانيه ويعانيه كثير من الشباب بسبب هذه العادة القبيحة، وإن شاء الله تعالى يفرج عنك بالالتزام بما ذكرناه. وعندنا ثقة بك أن لا تضيع ما بذلناه في الجواب من تعب، بل تلتزم به لأن فيه خلاصك من العذاب النفسي والأخروي. وأخيرا: من الضروري جدا أن تسعى سعيا حثيثا للزواج، ولا تقل ما يقوله كثير من الشباب (لا نستطيع الزواج لأن الظروف لا تسمح)! فإننا رأينا عدة من الشباب تزوجوا مع ظروفهم القاسية، وفي المقابل بقي غيرهم يندب حظه مع أنه أفضل منهم حالا! كيف وقد قال الله تعالى: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. فالواقع أن كثيرا من الشباب لا يسعون سعيا جادا للزواج ويضيعون الفرص عليهم ولا يقتصدون ليُكَوّنوا نفسهم! وإذا توقف التخلص من الحرام على الزواج كان واجبا عليكم شرعا، وإذا انحصر الأمر في الزواج المؤقت كان واجبا كذلك (والزواج المؤقت وإن كانت فيه مشاكل ولا يحسن الدخول فيه، إلا أن التخلص من الحرام يرجحه بل يوجبه كما ذكرنا). وفقكم الله تعالى لمراضيه وجنبكم معاصيه، وأخذ بأيديكم لما فيه صلاحكم..