وجدان عباس ( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

البكاء على الحسين

السلام عليكم انا في محرم لااستطيع البكاء على الإمام الحسين عليه السلام ،فماذا أفعل ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا نُجيب عن سؤالكم بعدة نقاط: النقطة الأولى :لا يُمكن الحديث عن البكاء دون الحديث عن الحزن، لأنّ البكاء وليد المرتبة الشديدة للحزن، لذلك نبدأ ببيان مختصر للحزن: الحزن: هو حالة نفسانيّة أودعها الله سبحانه وتعالى في النفس الإنسانيّة، في مقابل الفرح والسرور، وللحزن مناشئ متعدّدة: 1- فتارة ينشأ عن التأسّف على أمور ممتنعةٍ لا يُمكن إعادتها أو تداركها، كمن يحزن على موت حبيب أو عزيز عليه. وهذا النوع من الحزن لا إراديّ، ولكن لا بُدّ من توجيهه كي لا يخرج عن حدّ الاعتدال. 2- وثانيةً ينشأ عن التوجُّع على أمرٍ قد فات وانقضى، لكن يُمكن تداركه أو التعويض عنه بالتوبة مثلاً أو بالقضاء. وهذا النوع لا بُدّ من استغلاله والاستفادة منه كي يوصل صاحبه إلى الكمال الإنسانيّ. 3- وثالثة قد ينشأ عن الخوف من أمرٍ دنيويّ أو أخرويّ مجهول لنا. فوائده: ومهما كان منشأ الحزن فإنّه لشدّة تفاعل الإنسان معه يولّد البكاء والدموع، وقد يدفع بالإنسان نحو الكمال، ونحو تدارك الأمور في المورد الّذي يُمكن تداركه، كما أنّ السرور والفرح الزائد والشديد يُميت القلب ويبعث على التميّع واللامبالاة، ويُسبّب الأشر والبطر، ويؤدّي للبعد عن الله سبحانه وتعالى، وهو من أعظم المهلكات.… النقطة الثانية : الذنوب تكون مانعًا من رقة القلب ... المزید فقد روي عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) انه قال : ((ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب و ما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب)) (بحار الانوار) فـ أن كثرة الذنوب كفيلة بـ ابعاد الانسان عن الله عز وجل وعن ال البيت (عليهم السلام) والذنب ليس بحجم المعصية ولا بنوعها كما جاء في الحديث ((لا تنظر إلى صغر المعصية.. و لكن أنظر إلي عظمة من عصيت)) والذنب والمعصية طاعة للنفس الامارة بالسوء وشيطانها فكيف يبكي من اطاع نفسه وشهواته وتبع دنياه ان يبكي او يتباكى على ال بيت النبي عليه وعليهم افضل واتم الصلوات والعلاج من ذلك ... التوبة والاستغفار مع شروط التوبة والاستغفار من الذنب بالسان .. الحزن والندم على الذنب .. وعدم العودة ،وقد نقل في هذا ((وحتى تعرف .. هل قبلت التوبة منك ... تذكر ذنبك فأذا تبسمت او لم تهتم له فأنت لست بتائب من الذنب وان تحسرت فأحمد الله ولا يأخذك العجب والرياء))… النقطة الثالثة: قد روى إن االله تبارك وتعالى اطلّع على الارض فاختارنا وأختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا وإلينا.… فالمؤمن يسعى ان يكون من شيعة أهل البيت عليهم السلام و يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم … النقطة الرابعة: عليك التدبر و التفكير في مايقول الخطيب وليس الانكار و التكذيب لان من العوامل الأساسية هو التفكير و التدبر و الإمعان في الكلمات و المعاني و مشاهدة مصائب أهل البيت بعين البصيرة و التضحيات التي قدموها بدون مقابل ،فما يقدم المؤمن لهم شيئًا الا اعتبره قليلا مقارنةً بما قدموه . دمتم في رعاية الله

9