السلام عليكم
لو وقع ظلم على شخص من قبل الاخرين وتأذى بسبب ذالك الظلم فان الظالم سوف يعاقب من قبل الله سؤالي الشخص الذي وقع عليه الظلم وتعرض الى القهر والحزن ماذا يستفاد من عقاب من ظلمه في الاخره وقد ضاع من عمره ما ضاع ونقهر وحزن بسبب ظلم الاخرين فماذا يستفاد من عقابهم
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
الظلم الذي يقع على الناس من الظالمين له حيثيتان:
الحيثة الاولى بلحاظ نفس الظالم وهذا ينال ما بدر منه من المعصية بظلم الناس العقاب يوم القيامة
والحيثية الثانية: ترتبط بالمظلومين والله تعالى يوفيهم اجرهم على صبرهم على هذا الظلم هذا اولا وثانيا يستوفي لهم حقهم ممن ظلمهم يقول الله تعالى: ((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)) [الأنبياء: 47] فلو كان لكم عند شخص مثقال حبة من خردل فان الله يوفيها لكم
وقد وردت رواية طويلة وعظيمة عن الامام علي بن الحسين عليه السلام وورد فيها: ((قال: فقال له رجل من قريش يا ابن رسول الله إذا كان للرجل المؤمن عند الرجل الكافر مظلمة أي شئ يأخذ من الكافر وهو من أهل النار؟ قال: فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام):
يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له على الكافر فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره عذابا بقدر ما للمسلم قبله من مظلمة.
قال: فقال له القرشي: فإذا كانت المظلمة للمسلم عند مسلم كيف تؤخذ مظلمته من المسلم؟ قال: يؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حق المظلوم فتزاد على حسنات المظلوم، قال: فقال: له القرشي: فإن لم يكن للظالم حسنات؟ قال: إن لم يكن للظالم حسنات فإن للمظلوم سيئات يؤخذ من سيئات المظلوم فتزاد على سيئات الظالم))(الكافي: الكليني، ج8/ص106).
وروايات اخرى كثيرة بهذا المضمون كما في روايات الغيبة فالله تعالى لا تضيع عنده الحقوق بل يوم القيامة من اسمائه يوم الدين اي يوم الحساب ففيه تصفية الحسابات بين العباد ويحاسبون على تقصيرهم وعلى ظلمهم وتستوفى الحقوق منهم.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته