logo-img
السیاسات و الشروط
( 34 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

التخلّص من عادة السبّ والشتم*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا كثير السبّ والشتم. فكيف أتخلّص من هذه الحالة؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته السبَّ خُلُقٌ قبيح وأسلوب سخيف لا يلجأ إليه إلاّ السفهاء وأنّه لا يُثبت حقّاً ولا يُزهق باطلاً، فإنّ له تأثيرات وانعكاسات سلبية على استقرار الحياة الاجتماعية؛ لأنّ الكلمة الخبيثة سوف تدفع الآخر وتجرِّئه على سبِّك وسبِّ مقدّساتك، كما سَبَبْتَ مقدّساته، قال تعالى: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}. (الأنعام: آية108). ومن الواضح أنّ السبّ والسبّ المضادّ قد يُثير الفتنة بين الأطراف المتسابّة ويخلق العداوات والعصبيّات بين الناس، وقد يفضي إلى الوقوع في سفك الدماء وانتهاك الأعراض. وتؤكّد بعض النصوص أنّ مَنْ تسبَّب في سبّ الآخرين لله سبحانه أو سبّهم لأوليائه تعالى فإنّ وِزْرَ ذلك عليه، ففي الرسالة التي كتبها الإمام الصادق (عليه السلام ) لأصحابه وأَمَرَهم بمدارستها والنّظر فيها وتعاهدها والعمل بها فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها، جاء ما يلي: ".. وإياكم وسبّ أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبّوا الله عدوّاً بغير علم ... المزید ومَن أظلم عند الله ممّن استسبّ لله ولأوليائه".(الكليني،الكافي:ج٨،ص٤٠١). إنّ هذا الحديث وغيره يؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ الإسلام لا يريد أن تكون لغة السبّ هي التي تحكم العلاقة بالآخر؛ لأنّ هذه اللغة- فضلاً عن كونها لا تمتّ إلى الأخلاق بِصِلَة- لا تُثبت حقّاً ولا تدفع باطلاً ولا تفتح قلب الآخر على الحقيقة، بل تُبعده عنها أميالاً. وإليك بعض النصائح للتخلّص من عبارات وألفاظ الشتم والسباب: 1- إنّ السبّ والشتم يحدث ضرراً.. لن تكسب أيّ جدال بالسبّ والشتم ولن تبرهن على ذكائك ولباقتك. 2- ابدأ بالتخلّص من عبارات وألفاظ السباب العرضية، تظاهر بأنّ أحداً من الذين يحترموك ويقدروك يستمع إليك ،فيكون حافزاً حتى تمتنع من ذلك. 3- فكر بصورة إيجابية، فالسبّ والشتم مقترنان بسلوك سلبي، والسلوك الإيجابي لا يعني التخلّص من السبّ والشتم فحسب، بل يؤدي إلى تهذيب شخصيتك ويجعلها أكثر إشراقاً. 4- حاول التدرّب على الصبر، عندما تقف في صف لمراجعة طبيب أو تعلق في ازدحام سلْ نفسك: هل التأخّر لدقائق إضافية معدودة يعني شيئاً؟ إذا كنت متاخّراً بالفعل حاول أن تهدِّئ نفسك؛ لأنّه ليس هناك مايمكن أن تفعله إزاء ذلك. 5- تكيّف مع الوضع الذي أنت فيه ولا تسبّ ولا تلعن نحن نعيش في عالم غير كامل، والكمال لله وحده (عزّ وجلّ). وإذا كانت الأمور تسير في الاتّجاه الخاطئ وتتعطل كل يوم، علينا أن نعمل على حلّها بطريقة أو بأخرى، ولكن اعلم أنّ السباب والشتم لن يساعد جهودنا للحل. 6- استخدم كلمات وألفاظاً بديلة (بدلاً من كلمات السبّ والشتم) استخدم كلمات مثل: (الله المستعان، سبحان الله، وفقك الله، جزاك الله خيراً) ونحوها من الألفاظ والعبارات المحببة للنفس والتي تجلب الرضا والسرور . 7- عبّر عن رأيك بصورة مهذّبة، فإذا انتقدك شخص ما لا تسارع إلى سبّه وشتمه، بل حاول أن تصرفه بطريقة لبقة. 8- اعمل جاهداً على التخلّص من هذه العادة السيّئة؛فليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش القول. دمتم في رعاية الله

2