( 20 سنة ) - السعودية
منذ سنتين

ترميم قبر السيدة رقية

يوجد روايات واحاديث تتناقل عن ترميم قبر السيدة رقية بنت الامام الحسين عليهم السلام فهل موضوع الترميم الذي حدث صحيح ؟ ومن هو السيد ابراهيم الدمشقي الذي قام بهذا العمل فهل هو على صلة نسبيه مع اهل البيت؟ وان كان سبب اعادة ترميمه صحيح وكان ذلك من وراء وصول الماء الى قبرها فمن اين ات ذلك الماء وما هو اسم هذا النهر؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في كتاب ( موسوعة كربلاء ) ج2 ص 818 وما قبلها للدكتور لبيب بيضون : في عام ( 1864 م ) تمَّ تجديد وترميم مرقد السيدة رقية بنت مولانا الحسين (ع) داخل باب الفراديس ، وذلك أن النهر المار بجانب السور قد تسلل إلى القبر الشريف وكاد يتلفه ، فكان لابدّ مِن إصلاحه . وهناك أربع روايات حول هذه الحادثة تدور كلها حول فلك واحد ، مما يدل على تواترها واشتهارها ، وسوف نقتصر على ذكر هذه الرواية المفصلة الشاملة التي وجدتها في كتاب ( منتخب التواريخ لمحمد هاشم خراساني ، ص 365 ) باللغة الفارسية ، فقمت بترجتمها ، وهي أجمع الروايات الأربع . قال الشيخ الخراساني : مِن القبور المباركة في دمشق مرقد رقية بنت الحسين (ع) المدفونة في خرابة الشام . وقد ذكر لي العالم الجليل الشيخ محمّد علي الشامي ، وهو مِن جملة العلماء والدارسين في النجف الأشرف ، أن جده لأمه جناب السيد إبراهيم [ مرتضى ] الدمشقي ، والذي ينتهي نسبه إلى الشريف المرتضى علم الهدى ، وكان عمره نحو تسعين عاماً ، وله ثلاث بنات وليس له ذكور ؛ رأت بنته الكبرى في النوم السيدة رقية بنت الحسين (ع) ، وقالت لها : قولي لأبيك أن يقول للوالي أن الماء سقط بين قبري ولحدي ، وأن بدني قد تأذّى ، وأنه يلزم أن يعمّر قبري ولحدي . نقلت البنت ذلِكَ لأبيها ، وكانت للأب علاقات طيّبة مع أهل السنّة في دمشق ، وكان يتحاشى إثارة الحساسيات معهم ، فلم يهتم برؤيا ابته . في الليلة الثانية رأت البنت الوسطى نفس المنام ، فذكرته لأبيها فلم يكترث به أيضاً . وفي الليلة الثالثة رأت البنت الصغرى نفس المنام ، وقصته عَلى أبيها فلم يهتمّ به ، وطوى القصة !. في الليلة الرابعة رأى الأب نفسه السيدة رقية (ع) في نومه ، قالت له بنحو العتاب : لماذا لم تخبر الوالي بالأمر الَّذي طلبته منك ؟!. عندما استيقظ السيد إبراهيم ذهب لعند والي الشام [ العثماني ] وقصّ عليه رؤياه . فأمر الوالي جميع علماء وصلحاء الشام مِن السنّة والشيعة بأن يغتسلوا ويلبسوا الثياب الطاهرة النظيفة ، وقال لهم : إن الَّذي ينفتح عَلى يده القفل المضروب عَلى باب الحرم المقدس ، فهو الَّذي يدخل إلى الضريح وينبشه ، ويخرج جسد السيدة رقية (ع) ، ويحملها ريثما يتمّ تعمير قبرها . بعد أن قام علماء وصلحاء الشيعة والسنة بآداب الغُسل كاملة ، ولبسوا أنظف وأطهر الثياب ، اجتمعوا وحاولوا فتح القفل فلم ينفتح عَلى يد أحد منهم ، ما عدا السيد إبراهيم . وعندما صار الجميع داخل الحرم وحاولوا الحفر حول الضريح ، لم يؤثّر معول أي واحد منهم أبداً ، ما عدا معول السيد إبراهيم . ثم أفرغوا الحرم مِن الناس ، وعندما فتح السيد إبراهيم اللحد ، رأى جسد السيدة رقية (ع) ضمن كفنها صحيحاً وسالماً ، لكن الماء الكثير كان قد تجمع داخل لحدها . ثم أخرج السيد الجسد اللطيف مِن اللحد ، وجلس واضعاً إياها عَلى ركبتيه . وظل محتفظاً بها عَلى ركبتيه ثلاثة أيام وهو يبكي دائماً ، حتى تمّ تعمير القبر الشريف . وفي أوقات الصلاة كان يضعها عَلى شيء طاهر ريثما يقضي فرض الصلاة ، ثم يعيدها إلى حضنه . وعند انتهاء العمار أرجع السيد جسد الطفلة إلى لحدها ودفنها . ومن كرامات السيدة رقية (ع) أن السيد إبراهيم ظل أثناء الأيام الثلاثة لا يحتاج إلى طعام ولا شراب ، وأنه ظل طاهراً لا يحتاج إلى تجديد وضوء للصلاة ، وهو لم ينم لحظة . بعد دفن رقية (ع) دعا السيد إبراهيم ربه أن يرزقه غلاماً ذكراً ، فاستجاب اللّـهُ دعاءه ، ورغم كبر سنّه أنجب له صبياً سمّاه سيد مصطفى . (أقول) : وحين خرج السيد إبراهيم مِن المرقد الشريف كان شعر رأسه قد ابيضّ مِن هول الحادثة . ولما توجه إلى داره جاءه أهل الشام وبدؤوا يمزقون قميصه ، ويأخذون منه قطعاً للبركة ، ولم يكمل تلك السنة حتى توفي . وبعد ذلِكَ أرسل الوالي بتفصيل هذه الحادثة المباركة إلى السلطان عبد الحميد ، فأمر الوالي بتولية السيد إبراهيم عَلى مرقد السيدة رقية وزينب وأم كلثوم وسكينة (ع) . وكان ذلِكَ في حدود سنة 1280 هـ [ 1864 م ] أي منذ 135 سنة . (أقول) : إذا وقعت تلك الحادثة في زمن السلطان عبد الحميد [ الَّذي كانت ولايته بين 1879 - 1909 م ] ، فيجب أن تكون بعد عام 1295 هـ وليس عام 1280 كما ذكرت الرواية . دمتم في رعاية الله

1