الصلاة على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال تعالى{ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ذكر الراغب الأصفهاني في كتاب المفردات أن معنى الصلاة عند كثير من أهل اللغة : هي الدعاء والتبريك والتمجيد ، يقال صليت عليه أي دعوت له. ونحن إذا لاحظنا الآية الكريمة نجد أن الصلاة على ثلاثة أقسام: 1 _ أما أن تكون من الله عز وجل ويكون معناها (الرحمة له). فقد روى الشيخ الصدوق رحمه الله في كتب معاني الأخبار عَنِ اِبْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّ اَللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً فَقَالَ اَلصَّلاَةُ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَحْمَةٌ وَ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ تَزْكِيَةٌ وَ مِنَ اَلنَّاسِ دُعَاءٌ. وفي بعض الروايات أنها (تزكية له في السماء). فقد جاء كتاب جمال الاسبوع عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: إِنَّ اَللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً فَقَالَ صَلاَةُ اَللَّهِ تَزْكِيَةٌ لَهُ فِي اَلسَّمَاءِ قُلْتُ مَا مَعْنَى تَزْكِيَةِ اَللَّهِ إِيَّاهُ قَالَ زَكَّاهُ بِأَنْ بَرَّأَهُ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ وَ آفَةٍ يَلْزَمُ مَخْلُوقاً قُلْتُ فَصَلاَةُ اَلْمُؤْمِنِينَ قَالَ يُبَرِّءُونَهُ وَ يُعَرِّفُونَهُ بِأَنَّ اَللَّهَ قَدْ بَرَّأَهُ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ هُوَ فِي اَلْمَخْلُوقِينَ مِنَ اَلْآفَاتِ اَلَّتِي تُصِيبُهُمْ فِي بُنْيَةِ خَلْقِهِمْ فَمَنْ عَرَّفَهُ وَ وَصَفَهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ. 2 _ صلاة الملائكة ومعناها (التزكية له) صلى الله عليه وآله ويؤيد هذا المعنى ما جاء في الرواية الأولى التي ذكرها الشيخ الصدوق رحمه الله في معاني الأخبار. ويوجد معنى أخر لصلاة الملائكة وهو (مدحهم له) صلى الله عليه وآله، فقد جاء في تفسير القمي في تفسير قوله تعالى : (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قال: صلوات الله عليه تزكية له وثناء عليه، وصلاة الملائكة مدحهم له وصلاة الناس دعاؤهم له والتصديق والاقرار بفضله. 3 _ صلاة المؤمنين ولها أكثر من معنى منها: (الدعاء له) صلى الله عليه وآله وهو الظاهر من رواية معاني الأخبار، وما ورد في تفسير القمي للآية التي مر ذكرهما. والمعنى الثاني (معرفته وتبرأته من نقص)، وهذا المعنى قد ذكر في رواية جمال الاسبوع التي مر ذكرها في النقطة رقم (١). والمعنى الثالث (التصديق والإقرار بفضله)، ويدل على ذلك ما جاء في تفسير القمي الذي مر ذكره في النقطة (٢). والمعنى الرابع هو (الثناء عليه) صلى الله عليه وآله، فقد جاء في كتاب المحاسن للبرقي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّ اَللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً فَقَالَ أَثْنُوا عَلَيْهِ.