تفسير كهيعص

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا ١-ان الشيخ الوائلي في كتابه (نحو تفسير علمي للقرآن) ،أشار إلى أختلاف مناهج التفسير وذكر عدة أقسام ومنها تفسير غير القرآن على أنه قرآن وهو التفسير الذي تفترض فيه ايدولوجية خاصة سبقا وسلفا وتكيف الآية بمضامينها وفق تلك الصفة المطلوبة . ٢-ذكر الشيخ نماذجا لذلك التفسير ،ومنها إفتراض بعض المفسرين سلفا كفر أبي طالب عنادا أو جهلا أو ثقة بمن روى ذلك ،ففسروا قوله تعالى (وهم ينهون عنه وينأون وان يهلكون إلا أنفسهم ومايشعرون ) يقولن أنها نزلت في أبي طالب لأنه كان ينهى قريش عن أذية النبي محمد (صلى الله عليه واله)،وكان يبتعد عنه ،فالشيخ في مقام التعليق أشار إلى ان هذا التفسير باطل لأن المفسر فسر وفق صفة معينة كانت في نفسه والاية مرتبطة بآية ماقبلها(ومنهم من يستمع إليك …)وقد نص المفسرون أنها نزلت في بعض مشركي قريش وهم ابو سفيان والوليد بن المغيرة وغيرهم وعندما كان الشيخ في مقام بيان سبب نزول الاية في حق ابي سفيان والوليد،ومن باب التنزل يقول الوليد هو ابو القائد الاسلامي خالد،وان ابا سفيان هو ابو معاوية خال المؤمنين ،فارادوا نقل الاية الى اب علي بن ابي طالب، فهذة التعبيرات ليس من باب مدحهم ،بل من باب بيان أفضليتهم عند غيرنا ،فينقلون صفات أباء قادتها السلبية إلى اباء قائدنا وسيدنا أمير المؤمنين علي (عليه السلام). ٢-ذكر الشيخ نقطة اخرى افترض بعضهم سلفا ان بعض كلمات القران لاتؤدي المعنى الموضوع له او تؤدي المعنى الموضوعة له ظاهر ولها معنى اخر،وذلك انها تقطع إلى مقاطع يستقل كل مقطع بما يؤديه من معنى ،وفي تفسير كهيعص اشار إلى أنها فسرت برواية مرسلة يرويها مجاهيل فلايمكن الركون إليها لانه تفسير للالفاظ بما لاتدل عليه حقيقة أو مجازا ،وهو يفضي إلى فتح باب لايغلق من التحكم وذكر فلماذا لايكون الكاف كلام و الهاء هراء و الياء يروى و العين عي و الصاد صفصطائي، وهكذا فضرب مثالا لو فتح باب تفسير الحروف المقطعة حسب أهواء المفسر لوقعنا في هكذا تفسير ولم يكن أي احترام لدستور الاسلام وهو القرآن الكريم فلابد ان يصان من هكذا عبث ،ويفسر وفق أسس علمية متينة حث عليها الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وأهل بيته عليهم السلام. ٣- قد أجبنا عن أسئلة سابقة إرسلت من قبلكم ، وبينا أن الشيخ الوائلي له جنبة علمية قد يصيب أو يخطئ في بعض أفكاره أو تعبيراته،وهذا لايعطينا الحق أن نتكلم عنه بسوء أو نقدح به ،بل يمكن مناقشة أفكاره بنقاش علمي وفق القواعد والأسس العلمية من دون التجريح بشخصه . دمتم في رعاية الله