بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ليس المراد من الاية الاولى ان كل شيء هو مخلوق وان خالقه هو الله تعالى وانما المراد ان كل شيء مخلوق فان خالقه هو الله تعالى بقرينة كلمة (خالق) فالمراد من الشيء فيها هو الشيء الذي يخلق فان صفة الخالق تكون بلحاظه وهي صفة اضافية اي تتحقق بوجود متعلقها فالخالق لا يكون خالقا مالم يخلق فلا ياتي اشكالكم بانه يلزم ان يكون الله تعالى خالقا لنفسه لكونه شيء وعموم الاية السابقة تثبت انه خالق لكل شيء هذا اولا ثانيا: لو سلمنا عموم الاية الشريفة ولم نقبل التوجيه السابق نقول ان الاية لا يمكن حملها على العموم الشامل للباري تعالى ونقول ان الله خلق نفسه وذلك ان فكرة ان الله تعالى مخلوق مستحيلة بحد نفسها فان الله تعالى لا يمكن ان يكون مسبوقا بالعدم والا لزم ان يكون حادثا وبالتالي فقيرا ومحتاجا وكذلك فكرة ان الشيء يخلق نفسه مستحيلة فانه يلزم اجتماع النقيضين فانه قبل ان يخلق نفسه لابد ان لا يكون موجودا وفرض انه هو من خلق نفسه يلزم ان يكون موجودا فيكون موجودا لا موجودا في آن واحد وهو اجتماع للنقيضين اذا اتضح هذا نقول ان الاية الشريفة لا يمكن حملها على عمومها فيوجد لها مقيد لبي عقلي وهو يمنع من انعقاد هذا العموم شموله للباري تعالى ومن كل هذا يثبت ان الله تعالى لا يمكن ان يكون مخلوقا والاية لا تشمله ويستحيل ان تمشله اصلا. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته