( 54 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسير آية قرآنية

قول الهدهد لنبي الله سليمان (ع):فمكث غير بعيد قال أحطت بما لم تحط به.....)


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٢ - ص ٤٨-٤٩: ولكن غيبة الهدهد لم تطل فمكث غير بعيد عاد الهدهد وتوجه نحو سليمان: فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين. وكأن الهدهد قد رأى آثار الغضب في وجه سليمان، ومن أجل أن يزيل ذلك التهجم، أخبره أولا بخبر مقتضب مهم إلى درجة أن سليمان نفسه كان غير مطلع عليه، برغم ما عنده من علم، ولما سكن الغضب عن وجه سليمان، فصل الهدهد له الخبر، وسيأتي بيانه في الآيات المقبلة. ومما ينبغي الالتفات إليه أن جنود سليمان - حتى الطيور الممتثلة لأوامره - كانت عدالة سليمان قد أعطتهم الحرية والأمن والدعة بحيث يكلمه الهدهد دون خوف وبصراحة لا ستار عليها فيقول: أحطت بما لم تحط به. فتعامل الهدهد " وعلاقته " مع سليمان لم يكن كتعامل الملأ المتملقين للجبابرة الطغاة.. إذ يتملقون في البدء مدة طويلة، ثم يتضرعون ويعدون أنفسهم كالذرة أمام الطود، ثم يهوون على أقدام الجبابرة ويبدون حاجتهم في حالة من التضرع والتملق، ولا يستطيعون أن يصرحوا في كلامهم أبدا، بل يكنون كناية أرق من الورد لئلا يخدش قلب السلطان غبار كلامهم!!. أجل، إن الهدهد قال بصراحة: غيابي لم يكن اعتباطا وعبثا... بل جئتك بخبر يقين " مهم " لم تحط به! وهذا التعبير درس كبير للجميع، إذ يمكن أن يكون موجود صغير كالهدهد يعرف موضوعا لا يعرفه أعلم من في عصره، لئلا يكون الإنسان مغرورا بعلمه... حتى لو كان ذلك سليمان مع ما عنده من علم النبوة الواسع. دمتم في رعاية الله

1