ما المقصود بالآية الفتنة أشد من القتل
مالمقصود بالاية الفتنة أشد من القتل
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
جاء في كتاب (مع الشباب سؤال وجواب)، للشيخ ياسين عيسى ،ص196-197:
إن هذه الفقرة من الآية الكريمة وردت في سياق امرين : الأول هو الأمر بقتال وجهاد المشركين والثاني هو حرمة القتال عند المسجد الحرام حفظاً لحرمته الا اذا بدأوا بالقتال فيه وعندئذ يحل قتالهم فيه.
قال تعالى:{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}[البقرة: 191].
فهذه الآية تشرع قتال المشركين في مكة، كما شرع الله سبحانه القتال مطلقا في مكة وغيرها في غير هذه الآية دفاعا عن النفس.
والمراد من الفتنة في الآية المباركة هو الشرك، وهو فتنة لأنه يؤدي إلى هلاك وفساد الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة(1).
ومورد الآية ان رجلا من الصحابة قتل رجلا من الكفار في الشهر الحرام، فعابوا المؤمنين بذلك فبين الله سبحانه ان الفتنة في الدين، وهو الشرك، أعظم من قتل المشركين في الشهر الحرام، وان كان غير جائز(2).
إن الأعمال التي صدرت من المشركين بحق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وصحبه قبل الهجرة وبعدها هي أكبر واشد من الأمر بقتالهم في مكة وغيرها في الشهر الحرام وغيره دفاعا عن النفس وعن دين العدالة.
لقد صدر من المشركين أعمال شنيعة حيث دعوا المؤمنين إلى الشرك بالله سبحانه وعبادة الأصنام والأوثان وزجروهم عن عبادة الواحد الاحد واخرجوهم من المسجد الحرام وهم أهله وهم احق به. واجبروهم على الهجرة عن الديار والاهل بعد التنكيل والتعذيب