( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

﴿وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَ‌اهِيمَ﴾

علي من تعود (الهاء) في آية ﴿وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَ‌اهِيمَ﴾ (الصافات: ۸۳) هل تعود على النبي نوح(ع) طبقاً لتسلسل الآيات؟ أم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) كما سمعت من أحد الخطباء؟


يعود ضمير (الهاء) الى نوح(ع) والمعنى إن ابراهيم(ع) سار على نهج نوح عقيدة وعملاً هذا تفسير الآية. أما تأويله فابراهيم ممن شايع نوحا في دعوة التوحيد، وفقه فيها، فقد يشايع الأعلى الأدنى كما الادنى يشايع الاعلى، او هما يتساويان، فلا تعني المشايعة لأحد تفاضلا في المشايع عليه، الا نفس التوافق في سلك واحد، ومن الأدنى شيعة موسي ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ وشيعة علي (عليه السلام)، وان شيعة الحق قد تكون متأخرة في الزمان لا في المكانة كابراهيم بالنسبة الى نوح، وقد تقدم في الزمان وتتأخر في المكانة كالنبيين أجمع بالنسبة لخاتم النبيين، وبهذا الاعتبار يعد ابراهيم في عداد شيعة علي(ع) . في تفسير البرهان ۴: ٢۰ ح٢ شرف الدين النجفي قال روي عن مولانا الصادق(عه) انه قال قوله عزوجل: ﴿وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَ‌اهِيمَ﴾ اي ابراهيم من شيعة علي(ع). قال و يؤيد هذا التأويل ما رواه الشيخ محمد بن الحسن عن محمد بن وهبان عن ابي جعفر محمد بن علي بن رحيم عن العباس بن محمد قال حدثني ابي عن الحسن بن ابي حمزة عن ابي بصير يحيى بن ابي القاسم قال سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق(ع) عن تفسير هذه الآية: ﴿وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَ‌اهِيمَ﴾ فقال ان الله سبحانه لما خلق ابراهيم(ع) كشف له عن بصره فنظر فرأى نوراً الى جنب العرش فقال: الهي ما هذا النور؟ فقيل هذا نور محمد(ص) صفوتي من خلقي و رأى نوراً الى جنبه فقال الهي وما هذا النور؟ فقيل هذا نور علي بن أبي طالب ناصر ديني و رأى الى جنبهما ثلاثة أنوار فقال الهي وما هذه الأنوارفقيل هذه نور فاطمة فطمت محبيها من النار و نور ولديها الحسن والحسين فقال الهي و أرى تسعة أنوار قد صفوا بهم قيل يا ابراهيم هؤلاء الائمة من ولد علي وفاطمة فقال ابراهيم الهي بحق هؤلاء الخمسة الا ما عرفتني من التسعة. (الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن ج٢۵ ص۱۶۹)

2