بلال الحبشي وحبة لأهل البيت

بلال هو ابن رباح بفتح الراء والباء وكان ابوه من سبي الحبشة وامه حمامة سبية مولاة لبني جمح وهو من مولدي السراة وكنية بلال ابو عبدالله وهو من السابقين الى الاسلام المعذبين فيه حضر بدرا والمشاهد كلها ولد بعد وقعة الفيل بعشر سنين فان وفاته كانت سنة عشرين عن ثلاث وستين سنة فله يوم هجرة النبي(ص) الى المدينة ثلاث واربعين سنة ويوم مبعث الرسول ثلاثون سنة، واذا كان يوم المبعث على راس اربعين سنة من عمر النبي(ص) يكون اصغر من النبي(ص) بعشر سنين كما انه اكبر من امير المؤمنين بعشرين سنة لأنه(ع) ولد قبل النبوة بعشر سنين. مات في طاعون عمواس بالشام ودفن به والقول بأنه دفن في حلب لا يعبؤ به لانفراد قائله وكان طويل القامة مائل الظهر شديد السواد له شعر كثير إلا أنه خفيف العارضين ابيض الرأس واللحية ولا عقب له. وكان خازن بيت مال رسول الله وعامله على صدقات الثمار ومؤذنه سفرا وحضرا وشهد له بالجنة. آخي رسول الله(ص) بينه و بين ابي عبيدة بن الحارث بن المطلب و قيل مع أبي عبيدة الجراح و قيل مع ابي رويحة الخثعمي. زوجه رسول الله(ص) من بني ابي البكير بعد أن عرفهم بأنهم يصاهرون رجلا من اهل الجنة. (طبقات ابن سعد) وشهدت آثار اهل البيت(ع) بثباته على الدين وموالاته لأمير المؤمنين، فمن ذلك ان رجلاً جاء الى امير المؤمنين(ع) وقال: ان بلالاً يناظر فلانا وهو يلحن في كلامه وفلانا يعرب ويضحك. فقال عليه السلام: اعراب الكلام لتقويم الاعمال وما ينفع فلانا اعرابه اذا كانت افعاله ملحونه كما لا يضر بلالا اللحن اذا كانت افعاله مقومة احسن تقويم ومهذبة احسن تهذيب. (عدة الداعي لابن فهد ص ۹ ط بمبيء) وقال الصادق(ع) لرجل شامي: اول من سبق الى الجنة بلال، قال الرجل: ولم؟ قال لانه اول من اذن (تهذيب الشيخ الطوسي). ان بلالا كان يحبنا اهل البيت (سفينة البحار ج۱ ص۱۰۴) وهو عبد صالح ولم يؤذن لاحد بعد النبي فلذلك ترك حي على خير العمل (من لا يحضره الفقيه) وهو اول من يشفع في مؤمني الحبشة (سفينة البحار ج۱ ص۱۹۴) وابي أن يبايع ابا بكر فجاء اليه عمر واخذ بتلابيبه وقال: يا بلال هذا جزاء ابي بكر منك انه اعتقك فلا تبايعه، فقال بلال: ان كان ابو بكر اعتقني لله فليدعني وان كان اعتقني لغير ذلك فها انا ذا واما بيعته فما كنت ابايع احداً لم يستخلفه رسول الله وان بيعة ابن عمه في اعناقنا الى يوم القيامة فأينا يستطيع ان يبايع على مولاه، فقال له عمر: لا ام لك لا تقيم معنا فارتحل الى الشام، وفي ذلك يقول: بالله لا لابي بكر تموت ولولا ـ الله قامت على اوصالي الضبع الله بوأني خيرا واكرمني ـ وانما الخير عند الله متبع لا تلفيني تبوا كل مبتدع ـ فلست مبتدعا مثل الذي ابتدعوا (الدرجات الرفيعة وسفية البحار ج۱ ص۱۰۴ وفي رجال المقامقاني ان الوحيد البهبهاني في التعليقة رواه عن جده المجلسي الأول) روي هشام بن سالم عن الصادق(ع) قال: كان بلال عبداً صالحاً وصهيب عبد سوء يبكي على عمر. (رجال الكشي ص٢۶) وكان يعظم امير المؤمنين (ع) ويوقره اضعاف توقيره لابي بكر فقيل له في ذلك فقال: ان حق علي(ع) اعظم من حق ابي فان ابا بكر انقذني من عذاب قريش الذي لو دام وصبرت عليه صرت الى جنات عدن، واما علي فانه انقذني من رق العذاب الايدي و وجب لي بمولاته وتفضيلي اياه نعيم الابد. (سفينة البحار ج۱ ص۱۰۴) قال الشهيد في حاشيته على خلاصة العلامة: لم يؤذن إلا مرة واحدة. وقيل ان الحسن والحسين(ع) اقبلا اليه فاخذ يقبلهما فقال له: تشتهي ان تؤذن في السحر، فعلى السطح واذن فلم ير يؤمئذ اكثر باك وباكية. ولما قبض رسول الله(ص) رغبت فاطمة في اذانه فلما قال: الله اكبر ذكرت اباها وأيامه وبكت شديداً فلما قال: اشهد ان محمدا رسول الله شهقت وغشي عليها. وروي انه لما قبض النبي(ص) امتنع بلال من الاذان وقال: لا اؤذن لأحد بعد رسول الله(ص)، و ان فاطمة عليها السلام قالت ذات يوم: ان اشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي عليه السلام بالاذان فبلغ ذلك بلالا فاخذ في الاذان، فلما قال: الله اكبر، الله اكبر ذكرت اباها عليه السلام وأيامه فلم تتمالك من البكاء، فلما بلغ الى قوله: اشهد ان محمدا رسول الله شهقت فاطمة(ع) شهقة وسقطت لوجهها وغشي عليها، فقال الناس لبلال: امسك يا بلال فقد فارقت ابنه رسول الله(ص) الدنيا وظنوا انها قد ماتت فقطع اذانه ولم يتمه، فافاقت فاطمة عليها السلام وسالته ان يتم الاذان فلم يفعل، وقال لها: يا سيدة النسوان اني اخشى عليك مما تنزلينه بنفسك اذا سمعت صوتي بالاذان فأعفته عن ذلك. (من لا يحضره الفقيه ص۶۱) وقال السيد المحقق في أعيان الشيعه ج۱۴ ص۱۵۷ انما خرج من المدينة الى الشام كرها لا مجاهدا فانه لم يذكره احد في المغازي ومثله لا يترك مجاورة قبر الرسول(ص) ويسكن الشام لولا الإكراه على الاقامة فيه.