( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

صلاة التراويح

اُريد أن أعرف عن صلاة التراويح، تاريخها ونشأتها؟


الكتاب والسنه ينفيان مشروعية التراويح: (۱) وعندما نتلو الكتاب العزيز لا نجد في آياته أثراً لصلاة التراويح، ولو كان هناك أثر قرآني فيها لتمسك به فقهاء المذاهب الأربعة، ولم نجد أحداً منهم استدل عليها بشيء من القرآن الكريم. وكذلك عندما نأتي لسيرة النبي(ص) لا نجد فيها أثراً لصلاة التراويح، بل نجد فيها تأكيداً على قيام الليل في شهر رمضان ولكن بنحو الفرادى لا الجماعة. والأخبار تؤكد ـ كما تأتي ـ إنّ صلاة التراويح لم يأت بها رسول الله(ص)، ولا كانت على عهده، بل لم تكن على عهد أبي بكر، ولا شرّع الله الاجتماع لأداء نافلة من السنن المستحبة، غير صلاة الاستسقاء . وإنما شرّعه في الصلوات الواجبة، كالفرائض الخمسة اليومية، وصلاة الطواف والآيات والجنائز... وكان رسول الله(ص) يقيم ليالي رمضان ويؤدي سننها في غير جماعة، وكان يحض على قيامها، فكان الناس يقيمونها على نحو ما رأوه(ص) يقيمها. وهكذا كان الأمر على عهد أبي بكر حتى مضى لسبيله سنة ثلاث عشرة للهجرة، وقام بالأمر بعده عمر بن الخطاب، فصام شهر رمضان من تلك السنة لا يغير من قيام الشهر شيئاً. متي استحدثت صلاة التراويح: فلما كان شهر رمضان سنة أربع عشرة أتي المسجد ـ أي عمر بن الخطاب ـ ومعه بعض أصحابه، فرأى الناس يقيمون النوافل، وهم ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد وقارىء ومسبح، ومحرم بالتكبير، ومحل بالتسليم، في مظهر لم يرقه، عزم على إصلاحه بحسب رأيه فسنّ لهم التروايح(٢) أوائل الليل من الشهر، وجمع الناس عليها حكماً مبرماً، وكتب بذلك إلى البلدان ونصب للناس في المدينة إمامين يصليان بهم التراويح، إماماً للرجال وإماماً للنساء . وفي ذلك رويت روايات: وإليك ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما(۳) من أنّ رسول الله(ص) قال: (من قام رمضان ـ أي بأداء سننه ـ إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وأنه(ص) توفي والأمر كذلك ـ أي أمر القيام في شهر رمضان لم يتغير عما كان عليه قبل وفاته(ص)، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر. وأخرج البخاري في كتاب التراويح أيضاً من الصحيح عن عبد الرحمن بن عبدالقاريّ (۴)، قال: خرجت مع عمر ليلة رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، إلى أن قال: فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارىء واحد كان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب قال: ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئتهم ، قال عمر: نعمت البدعة هذه.. قال العلامة القسطلاني عند بلوغه إلى قول عمر في هذا الحديث: نعمت البدعة هذه، ما هذا لفظه: سماها بدعة. لأنه(ص) لم يسن لهم الاجتماع لها، ولا كانت في زمن الصديق، ولا أول الليل، ولا هذا العدد(۵). وفي تحفة الباري وغيره من شروح البخاري مثله فراجع. المصادر: () صلاة التراويح لدى علماء الجمهور سنة مستحبة في ليالي شهر رمضان، والمختار عند أحمد بن حنبل، والثوري، وأبي حنيفة، والشافعي، أنها عشرون ركعة، وقال مالك: ستة وثلاثون. المغني لابن قدامة: ۱/۷۹۷-۷۹۹. (٢) التراويح هي النافلة جماعة في ليالي شهر رمضان، وإنما سميت تراويح للاستراحة فيها بعد كل أربع ركعات. (۳) فراجع من صحيح البخاري كتاب صلاة التراويح: ص٢۳۳ من جزئه الأوّل، وراجع صحيح مسلم باب الترغيب في مقام رمضان وهو التراويح من كتاب صلاة المسافر وقصرها ص٢۸۳ والتي بعدها من جزئه الأوّل. (۴) عبدالقاريّ بتنوين عبد وتشديد ياء القاريّ نسبة إلى قارة وهو ابن ديش بن ملحم بن غالب المدني، كان هذا عامل عمر على بيت المال وهو حليف بني زهرة. روى عن عمر وأبي طلحة، وأبي أيوب، وأبي هريرة، وروى عنه ابنه محمد، والزهري، ويحيى ابن جعدة بن هبيرة. مات سنة ثمانين. وله ثمان وسبعون سنة. اُنظر الاستيعاب: ٢ / ۳۸۱ ـ ۳۸٢ دار الكتب العلمية. (۵) إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري ، القسطلاني: ۴ / ۶۵۶ كتاب التراويح ، باب فضل من قام رمضان.

3