١- لا بدّ من تحقيق شروط التوبة كاملة حتى تكون التوبة نصوحة صادقة، وقد ذكر العلماء شروطاً للتوبة، بعد ذكرهم الشروط العامَّة للتكليف، كالبلوغ، والعقل، والاختيار، والقصد، وترك الفعل الذي اقترفه في الحال. والشروط هي: الأوَّل: النّدم على ما صدر منه من المعصية. الثاني: العزم على عدم العود في المستقبل إلى الذنب. الثالث: الاستغفار. الرابع: الخروج من تبعات الذنوب، فلو تعلّق بالمعصية حقٌّ للّه‏ تعالى أو للناس، فيعتبر في تحقّق التوبة عن تلك المعصية، أداء تلك الحقوق والتخلّص من تبعاتها، سواء كان الحقّ ماليّاً أمْ جناية على نفس أم حقّاً أخلاقيّاً، فلا بُدّ من أداء جميع الحقوق لتصحّ توبته. الخامس: أنْ تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية. فإنْ حقّقت هذه الشروط، يكون حالك كحال مَن لم يقترف المعصية. ٢- رحمة الله واسعة يغفر كلَّ ذنب، مهما عظم ما دامت التوبة صادقة، قال سبحانه وتعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))، سورة الزمر، الآية ٥٣.