( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الاحساس

السلام عليكم تغيرت كثيرا واصبح اي شيء في هذه الدنيا لا يفرحني اي شيء فكانت اشياء كثيرة في ما مضى تفرحني وأما الان فهي لا تفرحني ولا احس بها فالان اقول ما فائدة وجودي في الدنيا ان كانت بلا طعم اشياء عظيمة تحصل ولا افرح بها لا احس بها لا تعجبني


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز.. هناك مجموعة من الأمور العامة التي تؤدي إلى الحالة النفسية، لابد من تجنبها والسعي إلى حلها: الأول: العزلة والفراغ فتجنبوا العزلة تماما، وحاولوا الاختلاط مع الناس، من الأقارب والجيران وغيرهم. ولا تبقوا فراغا في وقتكم، بل اشغلوا الوقت كله بالعمل المفيد في الدين أو الدنيا. ومن أفضل الأمور التي تنفعكم في هذا المجال هو مطالعة الكتب النافعة؛ فإن لها تأثيرا إيجابيا على النفس. وإذا كانت القراءة جماعية مع الأصدقاء فهو الأفضل والأنفع. الثاني: عدم وجود هدف في الحياة فإن الإنسان الذي لا هدف عنده يسعى إليه، يكون تائها لا يعرف أين يتوجه، وبالتالي يكون عرضة للأفكار السلبية، والكآبة. فضروري جدا أن تجعلوا لكم هدفا ساميا تسعون لتحقيقه، كالنجاح في الدراسة، أو إيجاد عمل يوفر لكم المال الجيد، ونحو ذلك. الثالث: نقص فيتامين (د) فإن هذا الفيتامين له أثر كبير على الحالة النفسية، والكآبة، وغيرها. ونقصه صار أمرا شائعا في الناس، خصوصا عند النساء، مما يسبب لهم حالات الكآبة، وقلة التركيز في الدراسة وغيرها، والتأثير على المستوى الذهني وغير ذلك. فمن الضروري جدا أن تعالجوا هذا الأمر. الرابع: الخمول والكسل فعليكم بالنشاط في يومكم، ولا تتكاسلوا في عملكم، ولا تؤجلوا الأعمال عن وقتها خصوصا الصلاة. كما عليكم بممارسة الرياضة بانتظام (ساعة في اليوم) فإن لها أثرا كبيرا على تحسين الحالة النفسية. الخامس: الهموم والمشاكل فلا تحملوا الهموم ولا تتفاعلوا نفسيا مع المشاكل، فإن المشاكل لابد أن تحصل في الحياة، ولا يمكن لإنسان أن يخلوا منها، والتعامل معها بسلبية وخوف واضطراب وألم... كل ذلك يؤدي إلى حصول مشاكل نفسية فالصحيح هو التعامل مع المشاكل على أنها أمر واقع لابد منه، والرضا بما قسمه الله تعالى، وتسليم الأمر إليه، والسعي لحلها بهدوء وتأني. ومن أخطر الأمور التي توجب التعقيد للإنسان، وفشله في الحياة هو أن يهرب من المشاكل بدلا من حلها! فإن ما يهرب منه سيبقى كابوسا يلاحقه في حياته، بينما إذا واجهه وتحداه فسوف يشعر بالراحة والقوة النفسية. السادس: عدم القناعة في الحياة فإن الإنسان غير القنوع، يعيش دائما في حالة من الألم على ما لا يحصل عليه في الحياة، أو ما فقده فيها، وإن كان يعيش في رفاهية من العيش وغنى وثروة! بينما الذي يقنع بما عنده فسيشعر بالراحة النفسية، وإن كان يعيش في ضيق وفقر شديد! فدائما كونوا قنوعين بما يحصل لكم مهما كان سلبيا، ومؤذيا؛ فإن القناعة سوف تزيل آلام المصائب والصعوبات. السابع: مخاصمة الآخرين فلا تحملوا في نفسكم شيئا على الآخرين حتى لو آذوكم وأساؤوا إليكم؛ فإن هذه المشاعر السلبية تجاههم لن تجنوا منها إلا الآلام والأذية، بل هي بحد ذاته تكون سببا لتعقيد العلاقات والمشاكل مع الآخرين. اجلسوا مع نفسكم وارجعوا في ذهنكم إلى كل من آذاكم، وسامحوه من كل قلبكم، وستجدون الراحة النفسية الكبيرة. {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. الثامن: عدم إعطاء النفس ما تحتاجه من الراحة فمن الأمور المهمة جدا في استقامة الإنسان في حياته، والراحة النفسية له: هو العناية بتلبية الحاجات النفسية الدنيوية له. عن النبي (صلى الله عليه وآله): «في صحف إبراهيم: على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له (أربع ساعات): ساعة يناجي فيها ربه عز وجل. وساعة يحاسب فيها نفسه. وساعة يتفكر فيما صنع الله عز وجل إليه. وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتوزيع لها». فحاولوا الخروج إلى بعض الأماكن الترفيهية، والذهاب للزيارة، وعزيمة الأقارب وما إلى ذلك مما يريح النفس ويغير الجو. وقد يظن بعض الشباب المتدينين أن هذا الأمر غير مطلوب شرعا، وهو لا يناسب المتدين، وهذا خطأ كبير وعدم فهم للدين الإسلامي! عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ليس منّا من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه». وهناك أمور تؤثر إيجابا على الصحة النفسية كالتفاؤل، والأمل بالله تعالى، ومساعدة الآخرين، والتصدق على الفقراء، والعطف على الصغار، والزيارة للأماكن المقدسة وغيرها. ثم اعلموا أن المرض النفسي له أسباب متعددة وحالات مختلفة، ومستويات متفاوتة كذلك، فلابد من الرجوع إلى أهل الاختصاص في هذا المجال وهم الأطباء النفسيين. وللأسف مجتمعنا إلى الآن ينظر بصورة سلبية للأطباء النفسيين، بحيث قد يظنون أن الذين يراجعون الطبيب النفسي عندهم مشكلة في العقل أو نحو ذلك! وهذا خطأ فادح؛ فإن الأمراض النفسية حالها حال باقي الأمراض التي لابد فيها من العلاج عن طريق أهل الاختصاص، ولا حاجة للخجل فيها والخوف منها، غاية الأمر أن يحرص الإنسان على مراجعة طبيب حاذق. فلابد أن تراجعوا الطبيب ليحدد لكم العلاج المناسب. نسأل الله تعالى أن يفرج عنكم ويأخذ بأيديكم لما فيه صلاحكم ورضاه.

1